يبدأ الكــلام بشئ من الهدوء والاصغاء الممتع والاسترسال الشيق
الذي شنَّف الآذانَ بعبارات تجعلك تبتسم فلا تقاطعه نهــائياً
ثم يأتيك سؤال عارض يلفت الانتباه عن فكرة لم تكــن متوقعه
هذه اللحظة اشبه ما تكون بالرصاصة الطائشة التي اصابة عابر سبيل ،
وهو لا يعلم !! تخيل الموقف وأنت في حاله من الاصغاء لحديث بارع اوصلك
لحد الانصات ودون مقدمات يقاطعك ذلك الارعن بسؤال لم يكن في الحسبان !!
هنا يتغير الحديث ويبدأ مشوار النقاش وتبادل وجهات النظر والخوض في مستنقع
الافكار الغريبة ، من أداب الحديث الاصغاء وترك الاخر يكمل ما بدأ .
أهو امر صعب ؟!
أم قلة الادب في الحديث تجعلك كالمهرج لا تعطي بال للمتحدث ؟
نتجاوز هذا المرحلة ونعطي الســائل وقته في الاستفهام والاستفسار ،
أين تكمن المعضلة ؟
في الحوار الذي لا تعرف له مبدأ عندما يُطرح السؤال ثم يٌجيب عليه
ذلك المتفوه باختلاق وجهات نظر لابد من قبولها وفرضها عليك !!
وعندما تحدثه بشئ من الشفافية وتثبت الامر بالأدلة كوجهة نظر من لدنك
يتقمص دور الحكم المفوض فلا يعير لك اهتمام وكأنك الجماد .
اسميه خوار الجٌمل ونعيق الحروف التي تحملك على اللامبالاة.
لإنهاء الحديث لان الحرب اوشك اعلانها ، ويجبرك على النظر الى السقف
او حك ذقنك او فرقعة اصابعك، الخروج من هذا المأزق هو أن تستأذن
وتغادر المكان كي لا تصاب بالشلل في التفكير ، ومازال صاحب السؤال
في غيه يهيم يعلن بصيحاته بعض تفاهات الكلام ،
باختصار: من يريد أن يكون متحدثاً بارع لا بد أن يمتلك الاصغاء المتقن
ويترك الفرصة تمضي لصاحب الحديث .
ولا تخلط الامور وتأتي بفكره لأنك في فلك تسبح بين افكارك
المستديرة التي لا مخرج منها سوا تشويه تلك الدائرة.
لا تقاطع الاخر من أجل اثبات وجودك ايها القابع في صومعة جهلك !!
.
النايف .. بقلمي من ارض الحدث ..
tvrum hwhfu