ننتظر تسجيلك هنا



الملاحظات

الإهداءات
همس الروح من همسات الغلا : اللهم باركّ لنا في شهر شعبان وبلغنا شهر رمضان ونحن في احسن حال واعنا اللهم على صيامه وقيامه يارب العالمين الصارم من مكه : يا واسع الُّلطفِ إنَّ الحالَ تعلمُهُ ربِّي لكَ الحمدُ في صفوٍ وفي كدرِ جمعة مباركة مقدما

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-04-2021, 02:13 PM
البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً
Egypt     Male
SMS ~ [ + ]


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
الاوسمة
ابيات من الشهد 
لوني المفضل Darkorange
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2015
 فترة الأقامة : 3610 يوم
 أخر زيارة : 29-01-2025 (05:13 PM)
 المشاركات : 881,654 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز البرنس مديح ال قطب يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي سلسلة كيف نفهم القرآن .. تفسير سورة القلم كاملة





سلسلة كيف نفهم القرآن؟[1]



تفسير سورة القلم كاملة




من الآية 1 إلى الآية 7:﴿ ن ﴾: سَبَقَ الكلام عن الحروف المُقطَّعة في أول سورة البقرة.


﴿ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ (يُقسِم اللهُ تعالى بالقلم الذي يُكتَب به، ويُقسِم أيضاً بما يُسَطِّره الناس - أي يَكتبونه - من الخير والنفع والعلوم)، ثم أخبَرَ سبحانه عن الشيء الذي يُقسِم عليه، فقال: ﴿ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾ يعني إنك أيها الرسول - بسبب إنعام الله عليك بالنُبُوّة ورَجاحة العقل وكمال الخُلُق - لستَ بمجنون (كما يَزعم المُعانِدون من قومك)، ﴿ وَإِنَّ لَكَ ﴾ - على ما تَلقاه من شدائد وإيذاء في تبليغ رسالة ربك - ﴿ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴾ أي ثوابًا عظيمًا غير منقوص ولا مقطوع، ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ (وهي الأخلاق العظيمة التي اشتمل عليها القرآن، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يَمتثل أوامر القرآن ويتخلق بآدابه، حتى قالت عنه أمُّنا عائشة رضي الله عنها: كان خُلُقه القرآن)، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن شيءٍ يوضع في الميزان أثقل مِن حُسن الخُلُق، وإنّ صاحب حُسن الخُلُق لَيَبلُغ به درجة صاحب الصوم والصلاة) (انظر حديث رقم: 5726 في صحيح الجامع)، ﴿ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ ﴾ يعني: فسَترى قريباً أيها الرسول - وسيَرى الكافرون - أيِّكم الذي أصابته فتنة الضَلال والجنون؟، (وقد تبَيَّنَ لجميع الخَلْق أنه صلى الله عليه وسلم أهدى الناس وأعقلهم وأكملهم، وأنّ أعداءه هم أضل الناس وأقلهم عقلاً وبصيرة)، ﴿ إِنَّ رَبَّكَ ﴾ أيها الرسول ﴿ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ أي يَعلم سبحانه مَن ضَلَّ عن الإسلام (الذي هو طريق الهدى والرشاد) ﴿ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ الذين اتَّبعوا طريق الإسلام، المُوصل بهم إلى الجنة، (وفي هذا تصبيرٌ للرسول صلى الله عليه وسلم، وفيه أيضاً تهديدٌ للمُشرِكينَ إن لم يتوبوا).


من الآية 8 إلى الآية 16:﴿ فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ أي: اثبُت أيها الرسول على ما أنت عليه من مُخالَفة المُكَذّبين، ولا تطعهم فيما يقترحونه عليك ويطلبونه منك (مما يُخالف شرْع ربك)، فإنهم ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾: أي تمنَّوا لو أنك تُلايِنهم على بعض ما هم عليه (بألاَّ تذكر آلهتهم بسوء)، حتى يَلينوا لك في القول، ويَكفوا عن إيذائك وإيذاء المؤمنين، ﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ ﴾ أي لا تطع كلَّ إنسانٍ كثير الحلف (لأن الحلف الكثير غالباً يؤدي إلى الحلف كذباً، وهو ما يُسَمَّى باليمين الغموس، أي الذي يَغمس صاحبه في النار، وهو من الكبائر، ويحتاج إلى توبة نصوح صادقة)، ﴿ مَهِينٍ ﴾ أي حقيرٌ في أفعاله، ﴿ هَمَّازٍ ﴾ أي مُغتاب للناس (يعني يَعيب عليهم، ويَذكرهم بما يَكرهونه في غيبتهم)، ﴿ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ أي يَمشي بينهم بالنميمة (فيَنقل حديث بعضهم إلى بعض بغرض الإفساد والإيقاع بينهم)، ﴿ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ ﴾: أي شديد البخل بالمال، فلا ينفقه في وجوه الخير، ﴿ مُعْتَدٍ ﴾ على الناس (بإيذائهم في أنفسهم وأموالهم)، ﴿ أَثِيمٍ ﴾ أي صاحب الآثام الكثيرة (وأكبر الآثام: الشِرك بالله)، ﴿ عُتُلٍّ ﴾ أي غليظ الطباع، بذيء اللسان (غير مؤدَّب) ﴿ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ﴾ أي: ثم هو بعد كل تلك الصفات القبيحة: مَنسوبٌ لغير أبيه، ﴿ أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾ يعني: ومِن أجل أنه كان صاحب مال وبنين: تكبَّرَ عن الحق وكَذَّبَ به، فإذا قُرِئَتْ عليه آيات القرآن، قال: (هذه قصص السابقين وأباطيلهم)، (وهذا مِن جَهله وعِناده، وإلاَّ، فكيف يكون هذا الكتاب المشتمل على الحق والعدل التام، أساطيرَ الأولين؟!).


ثم قال تعالى - مُهَدِّداً هذا الصِنف -:﴿ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ﴾: أي سنَجعل على أنفه علامة لازمة لا تفارقه - عقوبةً له - ليكون مُفتضَحًا بها أمام الناس، (وقد قيل إنّ هذا وعيدٌ له بتشويه أنفه يوم القيامة، كقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾، (واعلم أن هذه الآيات - وإن كانت نزلت في الوليد بن المُغِيرة - إلا أنّ فيها تحذيرًا للمسلم من الاتصاف بإحدى هذه الصفات الذميمة، أو مُوافقة مَن يفعل ذلك).


من الآية 17 إلى الآية 33: ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ ﴾ أي اختبرنا أهل مكة بالمال والولد والجاه والسيادة، فلم يشكروا نعم الله عليهم، بل كفروا بها - بتكذيبهم لرسولنا وإنكارهم لتوحيدنا - فأصبناهم بالجوع والقحط لَعَلّهم يتوبون ﴿ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا ﴾: أي كما اختبرنا أصحاب الحديقة، إذ اغتروا بحديقتهم - عندما جاء وقت حصادها - وحلفوا فيما بينهم أنهم ﴿ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴾: أي ليَقطعُنَّ ثمارها مُبَكّرينَ في الصباح، ﴿ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴾ يعني ولم يقولوا: (إن شاء الله)، ﴿ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ ﴾: أي فأنزل اللهُ عليها نارًا أحرقتها ليلاً ﴿ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴾، ﴿ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴾: أي فأصبحت حديقتهم محترقة سوداء كالليل المظلم، ﴿ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ﴾: أي نادى بعضهم بعضًا وقت الصباح:﴿ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ ﴾ أي اذهبوا مُبَكّرينَ إلى زرعكم ﴿ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ ﴾ يعني إن كنتم مُصِرِّين على قطع الثمار.


﴿ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ﴾ أي يتحدثون بصوتٍ خافت، قائلين﴿ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ﴾ أي لا تُمَكِّنوا اليوم أحداً من المساكين من دخول حديقتكم، ﴿ وَغَدَوْا ﴾ أي ساروا في أول النهار إلى حديقتهم، وهم ﴿ عَلَى حَرْدٍ ﴾ أي على قصدهم السيِّئ (في مَنْع المساكين من ثمار الحديقة)، ﴿ قَادِرِينَ ﴾ أي زاعمينَ أنهم قادرون على تنفيذ ما أرادوه، ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهَا ﴾ يعني: فلمّا رأوا حديقتهم محترقة: أنكَروها، وظنوا أنها ليست حديقتهم، فـ﴿ قَالُوا ﴾: ﴿ إِنَّا لَضَالُّونَ ﴾ يعني لقد ضللنا الطريق إليها.


فلمّا تأكدوا أنها حديقتهم، قالوا: ﴿ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴾ أي محرومونَ خيرها; بسبب عَزْمنا على البخل ومَنْع المساكين، وهنا﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ ﴾ أي قال أعدلهم (وهو خَيرهم وأرجحهم عقلاً): ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴾ يعني ألم أقل لكم هَلاّ تقولون: (إن شاء الله)، عندما قلتم: (لنَصرِمُنّها مُصبِحين)، حتى تُنَزِّهوا اللهَ تعالى عن أن تكون لكم مَشيئة مُستقلة عن مَشيئته، أو قدرة مِثل قدرته؟!، فـ﴿ قَالُوا ﴾ - بعد أن عادوا إلى رُشدهم -: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّنَا ﴾ يعني حاشاكَ ربنا أنْ تظلم، فإنّ هذا البلاء نستحقه بمعصيتنا ﴿ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾: أي كنا ظالمينَ لأنفسنا بهذا القصد السيِّئ، وبتَرْك كلمة الاستثناء: (إن شاء الله)، ﴿ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴾ يعني: كلٌ منهم يُلقي باللوم على الآخر، و﴿ قَالُوا ﴾: ﴿ يَا وَيْلَنَا ﴾ يعني يا هلاكنا ﴿ إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ﴾ أي كنا متجاوزينَ الحد في مَنْعنا الفقراء ومُخالفة أمْر ربنا، ﴿ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا ﴾ أي يُعطينا أفضل من حديقتنا (بسبب توبتنا واعترافنا بخطيئتنا) ﴿ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ ﴾ يعني إنا إلى ربنا وحده طامعونَ في عفوه، طالبونَ للخير الذي عنده، ثم قال تعالى:﴿ كَذَلِكَ الْعَذَابُ ﴾ أي: بمِثل ذلك العقاب (وهو الحرمان)، يُعاقب اللهُ - في الدنيا - كل مَن خالف أمْره، وبَخِلَ بما أعطاه من النعم، ولم يؤدِّ حق اللهَ فيها ﴿ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ ﴾ أي أعظم وأشد مِن عذاب الدنيا، ﴿ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ يعني: (لو كان الناس يَعلمونَ شدة عذاب الآخرة، لابتَعدوا عن كل سبب يوصلهم إليه، وأغلَقوا كل بابٍ يَدخل لهم الشيطانُ منه).


من الآية 34 إلى الآية 43: ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ الذين اتقوا عقابَ الله تعالى - بفعل ما أمَرَهم به وتَرْك ما نهاهم عنه - أولئك لهم ﴿ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ في الآخرة ﴿ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾، ﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ﴾؟! يعني أفنَجعل الخاضعينَ لله تعالى بالطاعة، كالجاحدينَ الخارجينَ عن طاعته؟! (هذا لا يليق أبداً في حُكْم الله وحِكمته)، ﴿ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾؟! يعني: كيف حكمتم - أيها المُشرِكون - بهذا الحُكم الظالم، فساوَيتم بينهما في الثواب؟!﴿ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ ﴾؟! يعني أم عندكم كتابٌ مُنَزَّل من السماء تقرؤونَ فيه أنّ المُطيع كالعاصي؟!، ﴿ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ ﴾؟! يعني إنّ لكم في هذا الكتاب إذًاً ما تشتهون؟! ليس لكم ذلك، ﴿ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ﴾؟! يعني أم لكم عهودٌ عندنا - أوجَبناها على أنفسنا إلى يوم القيامة - بأنه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون؟!، ﴿ سَلْهُمْ ﴾ أي اسألهم أيها الرسول: ﴿ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ ﴾؟! يعني أيّهم ضامن بأنْ يكون له ذلك الحُكم الذي حكموا به لأنفسهم؟!﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ ﴾؟! يعني أم لهم آلهة تضمن لهم ما يقولون، وتُعِينهم على إدراك ما طلبوا؟! إذا كانَ الأمر كذلك: ﴿ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ ﴾ المزعومين ﴿ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ﴾ في دَعواهم!


﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ﴾ أي اذكر لهم - أيها الرسول - يوم القيامة، حين يَصعب الأمر ويَشتد الكرب، ويأتي الله تعالى لفصل القضاء بين الخلائق، فيَكشف عن ساقه الكريمة التي لا يُشبهها شيء ﴿ وَيُدْعَوْنَ ﴾ حينئذٍ ﴿ إِلَى السُّجُودِ ﴾ لله تعالى ﴿ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾ أي لا يستطيعون الانحناء (فقد ثَبَتَ في الصَحِيحَيْن (البخاري ومُسلِم)- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يَكشف ربنا عن ساقه، فيَسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويَبقى مَن كان يسجد في الدنيا رياءً وسُمعة، فيَذهب ليَسجد، فيعود ظهره طبقًا واحدًا" (أي: عظماً بلا مِفصل، بحيث لا يَنثني عند الرفع والخفض)، وتراهم في ذلك اليوم ﴿ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ ﴾: يعني أبصارهم مُنكسرة، لا يرفعونها عن الأرض، و﴿ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ﴾: أي تُغَطّي وجوههم ذلة وكآبة شديدة، ﴿ وَقَدْ كَانُوا ﴾ في الدنيا ﴿ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ ﴾ أي يُدْعَون إلى الصلاة لله وحده ﴿ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾ يعني: وهم أصحَّاء قادرون عليها فلا يسجدون; تعظُّمًا واستكبارًا.


من الآية 44 إلى الآية 52:﴿ فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ﴾: أي اترك لي - أيها الرسول - مَن يكذِّب بهذا القرآن، فإنّ عليَّ جزاءهم والانتقام منهم، و﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴾: أي سنفتح لهم أبواب الرزقالكثير في الدنيا - استدراجًا لهم - حتى يَغتَرُّوا بما هم فيه، ويعتقدوا أنهمعلى الهدى، ثم نُعاقبهم - على غفلةٍ منهم - مِن حيثُ لا يعلمون، (واعلم أنّ الاستدراج: هو الأخْذ بالتدريج، واستدراجُ اللهِ تعالى لأهل الضلال - الذين يُصِرُّون على المعاصي ولا يتوبون منها -: أنهم كلّما جَدَّدُوا لله معصيةً، جَدَّدَ اللهُ لهم نعمة، حتى يأخذهم بذنوبهم وهم لا يشعرون، كما قال صلى الله عليه وسلم: )إذارأيتَ اللهَ تعالى يعطي العبدَ من الدنيا ما يحب وهو مُقيمٌ على معاصيه: فإنما ذلك منه استدراج) (انظر صحيح الجامع حديث رقم: 561).


﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ ﴾: يعني وأُمهِل هؤلاء المُكَذِّبين حتى يَظنوا أنهم لا يُعاقَبون، فيَزدادوا كُفرًاوطغياناً، وبذلك يَتضاعف لهم العذاب، (وهذا هو كَيْدي لهم)﴿ إِنَّ كَيْدِي ﴾ بأهل الكفر ﴿ مَتِينٌ ﴾ أي قويٌّ شديد، لا يُدفَعبقوةٍ ولا بحِيلة، ﴿ أَمْ تَسْأَلُهُمْ ﴾ أيها الرسول ﴿ أَجْرًا ﴾ على تبليغ الرسالة ﴿ فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ ﴾ أي فهُم بسببه في جهد ومَشقة من الالتزام بغرامةٍ تطلبها منهم، فلذلك كرهوا ما تدعوهم إليه؟! (كلا، لم يحدث ذلك، إذ لو طلبتَه منهم، لكانَ ذلك مانعاً لهم عن اتِّباعك ولاَحتجوا به عليك)، ﴿ أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ﴾؟! يعني أم عندهم عِلم الغيب فهم يَكتبون منه - أي يَنقلون منه من اللوح المحفوظ - ما حكموا به لأنفسهم مِن أنهم أفضل مَنزلةً عند الله مِن أهل الإيمان؟!


﴿ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ﴾: أي اصبر أيها الرسول لأمْر ربك بإبلاغ رسالته والصبر على أذاهم، واصبر لحُكمه وقضاءه بإمهالهم وتأخير نَصْرك عليهم، ﴿ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ﴾ (وهو يونس عليه السلام)، فلا تكن مِثله في غضبه على قومه وعدم صبره عليهم ﴿ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ﴾: أي حين نادى ربه، وهو مملوءٌ غمًّا (طالبًا تعجيل العذاب لهم)، ثم خرج مِن قريته - وهو غاضبٌ على قومه - دونَ أن يأمره الله بذلك، فركب في السفينة، وكانت الحمولة زائدة، فوقعت القرعة عليه، فألقوه في البحر، فابتلعه الحوت، فنادى ربه وهو مملوءٌ غماً قائلاً: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، فاستجاب الله دعائه وقَبِل توبته، وأخرجه من بطن الحوت، و﴿ لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ ﴾ يعني لولا أنه قد أدركته نعمة مِن ربه: ﴿ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ ﴾: أي لأُلقِيَ مِن بطن الحوت بالأرض الخالية المُهلِكة ﴿ وَهُوَ مَذْمُومٌ ﴾ أي يَذمُّه الله تعالى ويَلومه (لعدم صبره على أوامره)، لكنه لمَّا تاب: أُلقِيَ من بطن الحوت على شاطئ البحر وهو غير مذموم، بل أنبت الله عليه شجرة من القَرْع تُظِلُّه ويَنتفع بها، ﴿ فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ ﴾ أي اختاره الله لرسالته (بعد أنْ قَبِلَ توبته)، حيث رَدّ عليه الوحى بعد انقطاعه، وأرسله إلى مائة ألفٍ أو يزيدون من الناس فآمَنوا جميعاً به، ﴿ فَجَعَلَهُ ﴾ سبحانه ﴿ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ أي الكاملينَ في صلاحهم، الذين صلحتْ نيّاتهم وأعمالهم وأقوالهم.


﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ ﴾ يعني: ولقد قارَبَ الكفار أن يُصيبوك بالعين والحسد - أيها الرسول - حتى تَهلَك، وذلك من شدة نظرهم إليك وكلهم حَسَدٌ وحِقدٌ عليك (وذلك حين سمعوا القرآن منك)، لولا حماية الله لك، ﴿ وَيَقُولُونَ ﴾ - بحسب أهوائهم - ﴿ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴾ لا يدري ما يقول (وذلك حتى يَصرفوا الناسَ عنك)، ﴿ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴾ يعني: وليس القرآن بكلام مجنون كما يَزعمون، ولكنه تذكيرٌ وموعظة للجن والإنس (إذ يَتذكرون به ما ينفعهم في دِينهم ودُنياهم).

[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرةمن (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذيليس تحته خط فهو التفسير.
• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍيَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذاالأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلماتالتي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.


كلمات البحث

العاب ، برامج ، منتدى همسات الغلا ، هاكات ، استايلات





sgsgm ;dt ktil hgrvNk >> jtsdv s,vm hgrgl ;hlgm hgrgl hgrvNk jtsdv sgsgm s,vm ktil ;hlgm




 توقيع : البرنس مديح ال قطب








"سلاماً على من ألقت الدنيا في طريقهم شوكاً فعبروا
من فوقه كاتمين الشعور، متيقنين أن نهاية هذا الطريق بُستاناً"





رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
.. , القلم , القرآن , تفسير , سلسلة , سورة , نفهم , كاملة , كيف

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طرق إبداعية في حفظ القرآن الكريم ذابت نجوم الليل ۞ همسات القرآن الكريم وتفسيره ۞ 16 09-12-2020 07:00 AM
معجزة الإسلام الخالدة البرنس مديح ال قطب ۞ همسات القرآن الكريم وتفسيره ۞ 18 05-03-2020 09:14 PM
عند قراءة القرآن ابن عمان ۞ همســـــات الإسلامي ۞ 18 01-07-2018 08:13 AM
أحزاب القرآن عازف الليل مونامور ۞ همسات القرآن الكريم وتفسيره ۞ 13 13-12-2017 09:38 AM
أسرار التكرار في القرآن الكريم ميارا ۞ همسات القرآن الكريم وتفسيره ۞ 11 13-02-2013 11:33 PM


الساعة الآن 10:55 PM

أقسام المنتدى

¨°o.O (المنتديات العامه) O.o°¨ | ❀ همســـــات العام ❀ | ❀ همســـــات الترحيب والإهداءات ❀ | ❀ همســـــات الحوار والنقاش الجاد ❀ | ۞ همســـــات الإسلامي ۞ | ¨°o.O (المنتديات الأدبية) O.o°¨ | ❀ همســــات المقال و الخواطر والنثر للمنقول ❀ | ❀ همســــات شعر وشعراء للمنقول ❀ | ❀ همســــات قصص وروايات ❀ | ¨°o.O (المنتديات الأسـريـة) O.o°¨ | ❀ همســـات الديكور و الكروشيه ❀ | ❀ همسات عالم حواء ❀ | ❀ همســـات عالم آدم ❀ | ❀ همســـات التاريخ والتراث والأنساب ❀ | ❀ همســـات الرياضه ❀ | ( همســـات السيارات والدرجات الناريه) | ❀ همسـات الأخبار المحلية والعالمية ❀ | ❀ همســـات الصحه والطب ❀ | ¨°o.O (منتديات الرياضية والفن والتسلية) O.o°¨ | ❀ همســـات الترفيه والطرائف ❀ | (همسات الالعاب والتسليه ) | ❀ همســـات جـسـر الـتـواصــل ❀ | ❀ همســـــات المسلسلات العربيه والأجنبية ❀ | ¨°o.O (المنتديات الثقافية والفكرية) O.o°¨ | ❀ همســـــات English word ❀ | ❀ همسات الجامعة والطلبه والطالبات ❀ | ❀ همســـات الاسرة والحمل ❀ | ❀ همســـات المطبخ ❀ | ¨°o.O (منتديات اليوتيوب والصـور والأنمي والمسلسلات) O.o°¨ | ❀ همســـات الصور ❀ | ( لآئحة الشرف ) | ¨°o.O (منتديات الـتـقـنـيـة) O.o°¨ | ❀ همســـات الكمبيوتر والانترنت والبرمجيات ❀ | ❀ مجلات ودواوين همسات الغلا ❀ | ❀ همـسآت آلسويتش مآكس والتصاميم والجرافيكس ❀ | فارغ | ❀ همســـات الــ YouTube | ¨°o.O (منتدى المشرفين والادارة) O.o°¨ | (همســـات المواضيع المكرره والمحذوفه) | ❀ حصريات عدسة ومطبخ الأعضاء ❀ | ❀ حصريات بأقلام الاعضاء لم يسبق لها النشر ❀ | ❀ همسات مدونات الأعضاء [ blog ] ❀ | ( حصريات الأديبه همس الروح ) | ❀ أطروحات إحترافيه وبنود أدبية ) ❀ | ❀ همسات الوطن والعالم العربي ❀ | (همسات المسابقات والفعاليات ) | ۞ همسات الصوتيات والفلاشات الاسلاميه ۞ | ❀ همسات النثرْ و الخواطر والشعر بقلم العضو سبق نشرها ❀ | ❀ همسات جنان الكلمة ديزاين ❀ | ❀ همسات الأيفون و الأندرويد وسوشيال ميديا ❀ | (الخيمه الرمضانيه) | ¨°o.O (منتديات الفوتوشوب والسويتش ماكس) O.o°¨ | ركن الاديبة قَبَس | ❀ همسات حقيبة المصمم ❀ | ( قسم الفواصل والإكسسوارات لتنسيق المواضيع ) | ۞ (المنتديات الاسلاميه) ۞ | ۞ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ۞ | ۞ همسات القرآن الكريم وتفسيره ۞ | ❀ همسات تطوير الذات ❀ | قلعة عميدة الادباء البارزه | ( حدث في مثل هذا اليوم // هل تعلم ) | (همسات كرسي الإعتراف و ASK ME ) | ۞ همسات الحج والعمرة ۞ | ❀ همسات القصائد الصوتيه والمرئيه ❀ | (همسات الطفل ) | (حصريات ملاذ الفرح) | ( همسات أعز الحبايب الأم ) | ¨°o.O ( المنتديات الادارية ) O.o°¨ | ¨°o.O ( الاقسام الخاصه ) O.o°¨ | (همسات الترقيات وتكريم الاعضاء) | ❀ همســـات الأعضــــاء ❀ | ( همسات الثقافه العامه ) | ❀ همسات الألفيات و التهاني وتواصل الأعضاء ❀ | ❀ حصريات تطوير الذات والنقاش الحر ❀ | ❀ قسم الحيوانات والنباتات والاسماك ❀ | فارغ | ❀ الطيور المهاجره ❀ | (مكتب المدير العام) | ( مسابقات رمضان ) | ( قناة وحصريات البرنسيسه فاتنة ) | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | ( المدونات الخاصه blog ) | ( همسات العزاء والدعاء بالشفاء للمرضى ) | ( قسم خاص للأنمي ) | ( همسات الدوري الاوروبي وكأس العالم) | ❀ إستراحة الأعضـــــــاء والمقهى الأدبي ❀ | ❀ حصريات قناة همسات الغلا ❀ | O.o°¨( منتدي الحصريات الأدبيه )¨°o.O | ❀ حصريات التصاميم و 3d ❀ | ❀ حصريات المقالات ❀ | ( ومضات خواطر وشعر حصرية ) | ( همســات رابطة الأدباء ) | ملحقات الفوتوشوب وطلبات الرمزيات والتواقيع | °¨(حصريات الرسم والخط العربي)¨° | دآر عمدآء الأدب | ( قناة وحصريات الجوري ) | °¨( ورشة عمل الفعاليات والمواضيع )¨° | ❀ حصريات الروايات والقصص القصيرة ❀ | ( قناة و حصريات ميارا ) | ❀ حصريات الشعر والمساجلات ❀ | الارشيف الخاص بالهمسات | ( السيرة الذاتيه للاعضاء ) | (أكاديمية صـفوة الأقلام) | قلعة عميدة الادباء الدكتوره نور اليقين | (ركن المصمم بو خالد) | ركن الاديب أعذب ميسان | ( حصريات النـور ) | ❀ همسات تاريخ العرب وأنسابها وأيامها ❀ | قلعة عميد الادباء عبدالله الصالح | ركن الشاعرة سيدة الحرف | قلعة عميدة الادباء أرجوحة حرف | ركن الشاعر القارظ العنزي | قلعة عميدة الادباء هند | قلعة عميد الادباء نجم ضاوي | (حصريات الأديبة فاتنة ) | فارغ | ركن الاديبه غروب | ركن الاديبه ملك | ❀ همسات واحة الفعاليات الأدبية الدائمة ❀ | ( حصريات مبارك آل ضرمان ) | ( حصريات ابن عمان ) | ( المدونات الخاصه جدا blog ) | ( حصريات ريحانة بغداد وفلسطين ) | قلعة عميد الادباء البرنس مديح ال قطب | OO°¨( منتدي الحصريات )¨°OO | (المطبخ الرمضاني) | دورة الفوتوشوب المنوعة آلآحترافية | ركن الأديب البراء الحريري | قلعة عميدة الأدباء تيماء | همسات الردود المميزة والحصرية | ❀ حصريات الشروحات ❀ | ❀ تعليم مبادئ الكتابه وصقل المواهب الكتابية ❀ | ركن الأديبة هَدهَدة حرف | ❀ همسات ذوي الاحتياجات الخاصة ❀ | ❀ الشكاوي والاقتراحات الخاصه للحصريات ❀ | حصريات أمير الكتاب الاستاذ ليتك وهم | مدونة الدكتور الأديب لسان العرب | ركن الكاتبة مواليف البدر | ❀ همســـات اجتماع الاداريين ❀ | نجم الأسبوع | ركن الشاعر أحد الصابرين | ❀ همسات السياحة والسفر ❀ | ۞ قسم الأحاديث النبوية ۞ | ❀ همسات الرحلات البريه والقنص ❀ | ❀ همسات تطوير استايلات وعروض مجانيه ❀ |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
This Forum used Arshfny Mod by islam servant