رؤية في حزن أثمر في دمي

رؤية في حزن أثمر في دمي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال تعالى (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) الأنبياء أين المفر من حزن يسكننا .حزن أثمر في دمي. نسكت فيه صوت العقل فاتحا المجال لهمس القلب و وجع شكواه المرموق أعذب ميسان تأملت حروفك و سمعت نبضاتها فولجت عالما أخرمن خلال الباب عنوان لافت مؤلم ، الألم أكثر منه عنوان ، أم هي صرخة استغاثة ، أو إشارة توقف ، العنوان بحد ذاته ومضة ادبية من مميزات العمل الأدبي أن يكون العنوان جاذباً صادماً ، وأن يدل على النص ولا يفضحه ، وأديبنا نجح في ذلك بامتياز عنوانٌ لافت شدني ، ولا أنكر كم مرة عدت إليه أحاوره ، وأستنطق العبارات فيه ، وأداعب على أوتاره الموسيقى ،الوجع ،الألم ، أحاول سبر أغوار النص ، وإذا بي أمام حلم لا يغفو أبدًا ولم يغفُ ، فعدت مهرولة إلى العنوان وكأنه يقول لي : بل ذكريات عشق ، فابتسمت متعجبة وعدت للنص أتأمله في حيرة فهمس لي : انه المعذب في حالات وجد متنامية وإبحاره في عمق الذكريات ، وتمنيات ، فعدت إلى العنوان مبتسمةً ؛ فإذا به يطلق همسه من جديد قائلاً : أنا أعذب حروفي احتويتها من قلب توسد الأحلام إن غفت جفونه ، وإن أفاق من ذكريات الشوق أزين به بين الأنام ، ليعزف على أوتار الآلام لحنه الأبدي ـ في الحقيقة يا معشر القراء وهل أبدع من لحن عزفه الشوق مطربًا ؟! ـ يناغي الذكريات يتلهى بها حينًا ، وحينًا يسبح في الفضاء في رحلة الحلم عبر الأثير يمتطي الصهوة الحزن كالنسيم ؛ ليخاطب الاشتياق راجيًا إياه ألا يهدأ ، وكي لا يهدأ يناشد الملامح ألا تكتمل لتترك في القلبه وجع الانتزاع التارك مكان جذره زهرة تنبت ألقه بروعتها . سمعت صوت الأديب يحث ، وأبجدياته تدندن ، وأنفاس تواسي . سمعت وترك المشدود من الألم ، من الوجد ، من الألم ، من اليأس ، الوتر المشدود بين روحين، بين الحلم واليقظة ، بين الذكرى والحاضر ، وبين الشفق والسهر . هذا نص رغم الحزن والألم فهو في عمق الذات شوق ، وذكرى وانتظار ، أجاد فيه الكاتب البناء والنداء ، وقابل الحالات بين الواقع الذي يعيشه مرا والذكرى ، و مرارة الحلم وحلاوته حين استحضار الحبيب ، لكنه حاول أن يهجع اشتياقه والشوق لا يغفو ولا ينام ، إنه يتخذ النوم ملاذه ليعيش عالمه البعيد عن حدود الثواب والعقاب ليجد عذابه يتجدد، ليمتطي الأديب أعذب ميسان حلم التمني في اللقاء الرائع بين العقل المدرك واللا مدرك . للأحاسيس عوالم من الروعة يبنيها أعذب على لهيب الوجع ، ويزخرفها بفسيفساء الأمنيات ، ويبسط الولع سجدا وثيرة ونمارق تتكئ عليها أوجاع الفقد فتغفو في لحظة من تسامي النفس إلى اللاشيء طيفها يرحل خلف غيوم الذكرى حين يلوح فأرنوا اليه من ذهول كآبتي واستفيق ويشرق غدي المضيع في براثن الأحزان والآسى ببهجة عذراءتنتشل الفؤاد المتعس الـ قذفه الفقد بجب وحشته السحيق وسيجه العذاب بمسالك الحياة من الجحيم إلى الجحيم طيفها / نحن دائماً نكتب عن الشيء الذي يسكننا الذي لا يُفارق ذاكرتنا و مشاعرنا فمهما تنقلنا وغيرنا مفاتيح قلوبنا للتجربة والابتعاد إلا أن ذلك الشيء لا يُبارح حنايا القلب و الروح . كلمات الأديب أعذب ميسان رائعة و مُعبرة عن عمق حبه " كنت أردد لعل غدي يصحوا يوما أمير تملئه الإبتسااامات والورد والأريج فيخطفني من بؤس أياااامي العجاف إنه التمني الذي كثيراً ما يتمناه الحزين والبعيد عن الفرح وقد يكون هذا الاغتراب هو اغتراب روحي شعور صعب وقاتل لا يوصف ولا يكتب على اسطر أو صفحات لأنه شعور مخفي ولا يمكن أن نعبر عنه تعبير حقيقي بالكتابة والمشاعر لأنه مرسوم في داخل أديبنا أعذب ميسان يسكنه في أعماق روحه يتجرع عذاباته ويتألم من لسعاته ويعاني من حرمانه السعادة وهو إحساس يتحسسه المرموق أعذب ميسان في عالم غريب وعجيب لا يوجد للراحة مكان بين أركانه وزواياه " كفا شقائي الممتد الــ قدر لي معايشة الظلام قد هد كاهلي حمل أحجار السنين " حلمي ... غداً هنيئ ... مضاء ... لكن صبحه لايجيئ قلبي جراح مزلزلة تفجر فيها الأسى والإلتياع وما إمتلكت لـ إبتلائي سوى الإنصياع " .... لاحيلة لي لمنازلة زمان تخفت سود ملامحه في قناع لم يحنو على عاشقين ببدء غنائهما للحياة قد أسلمهما للوداع فلم يبقى من نوتة لحنهما سوى صمت القبور " لم يعد لي او بي رجاء بت كمن يمتطي صهوة الجنون يتشبث بذكرى طموح حلم رافعا قلبي كسيف بوجه نوائب دهر ردي سجين انتظار أعذب مافيه مر " وذلك الوجه الـ سكن بشغاف حناياي مضى بعد أن راوغ حلمي ورماه على أول الليل غائبا ماترك خلفه من اثر غيري أنا على درب حلم بالمدى قد إختفي ونهار لم يبن أو يلوح لي من زمن وليل حط على الفؤاد قطعا من سواد يغيم كل رؤية بهية بمقلتي يحيلني أساه إلى الرماد إن فررت منه إلى شواطئ النعاس وقعت في شباك من سهاد متوحشا بحاجة للإرتياح والرقاد تتناوبني في دوائر الكآبة الأحزان وفي دوائر الضياع بوحدتي الوذ فتصطادني أحزاني في عراء الذاكرة فيقتلني في كهوفها العميقة الظلام سحابات ألم أجدها بنصك أيها الأعذب ، وهل للوجع برأيك ندى ؟ إنك من أطلقت للشجن عنان البوح ليشكل ضفيرة الوجع تارة على جبين الأبجديات تتدلى كخصلات بيان ، وتارة من ناصية عمق البلاغة مماَّ يجعل من أمانيك وهْماً ، فتضطر لتحمل أعباء الفقد و همومه بحلم لتحقيق تلك الأماني الناجمة عن قوة الحب و بطْش عشقك الذي يفوق أي بطش .. ، عندئذٍ يكون هناك انصهار وتوحد فالمحبوبة هي الحبيب ، و يلُوحُ وجهها له ، فيُعيد تشكيل حروفه و بناياته بين الحلم واليقظة معذب بالحب ، وأياًّ كانت في تصورها ورمزيتها المرأة ، الأرض ، الأهل ، الهُوية ، ذكريات الطفولة ، و فوق كل ذلك الوطن ، وكل ماهو منقوش في الذاكرة بكل مفردات الحب " وحشة لذلك الوجه الذي إختفى مع السنين وترك قلبي بحيرة تلقيه في جحيم الإتقاد فينتهي النهار إن كان مر بعمري نهار ولاتزال تهدر الهموم ويحيط بي الأسى الضرير كأن ليس لي غيره في القضاء والمصير ............... فكأنما الحزن أثمر في دمي لا شك أن المتتبع لنص فكأنما الحزن أثمر في دمي يكتشف منذ العبارة الأولى و حتى أخمص العبارة الأخيرة ان الحزن واليأس يجري بدم النص فليبعد الله أديبنا أعذب ميسان عن الحزن ولتكن أخر الأحزان بعهده ان شاء الله فالمعروف إبليس اللعين لا يحب للمؤمنين أن يفرحوا ، وقد بين الله ذلك في كتابه حين قال : ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (المجادلة:10) والآن لكلِّ بداياتٍ خاتمة ، وفي الخواتيم يأتي التقييم و التقويم " حزن أثمر في دمي " يُمكن الإشادة بثلاثة محاور ملموسة ، وهي القاموس اللغوي للنص ، والتصوير ، و الموسيقى و من الإنصاف أن أُحدّد بقولي" القاموس اللغوي للنص" ، و الذي نحن بصدده، فالقاموس اللغوي للأديب أعذب ميسان لا يأتي إلا بملاحظة و تفحّص عدة نصوص إبداعية له ، و من ناحيةٍ أخرى ، فإن ما أسمَيْتُه بالقاموس اللغوي للنص قدْ يُبيّن مدى قُدْرة الأديب أعذب على توظيف الألفاظ حتى و إن تكرّرت ، فالأديب أعذب ميسان متمكن إتقان خبرته الأدبية في مزج واقعه المعاش بالخيال الأدبي والعاطفة المحمومة في حلمه دون تردد أو تأرجح بين القوة والضعف إلا حيث الضرورة كانت مطلوبة للدلالة والمعنى لو رحنا نبتسر منه كلمة (كآبتي – الفقد – الأسى – الكآبة الضياع – الإنصياع – جراح ) لوجدنا أن شكوى الأديب وقهره هي أحاسيس تنبع من حناياه و تخص ذاته أولاً و إن كانت هذه التجربة الذاتية هي تجربة موضوعية و لكننا حين تمعن في القيم التصويرية لهذا النص نجد أن الخيال فيه استقل مساحة جد ضيقة و أسر نفسه بدائرة صغيرة تحمل من مكنونات الحزن التعبيرية و العواطف الجامحة الصادقة أكثر مما تحمله من التشبيهات و الاستعارات و ليت الأديب أعذب ميسان يطلق العنان لذائقته الإبداعية و يترك إبداعه للأمل و ينطلق فاتحاً جناحيه و عابراً حدود الحزن إلى الإيمان بالقضاء والقدر لينقل لنا جماليات الحلم المر الذي أذاقنا بعاطفته ما لم يذقنا إياه بصوره فالحزن والفرح أمران فطريان متضادان خلقهما الله في وجدان الإنسان، يخمد أحدهما بطغيان الآخر عليه وظهوره. قال الله تعالى( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) (النجم: 43). و هكذا تستمر جماليات حزن أثمر في دمي في حيوية ، و مشاركة المتلقي بألفاظٍ سهلة ، وعمق الفكر وحسن استخدام آلية توصيل النص إلى المتلقي وهو مشدودٌ و مقتنع ومتفاعل شعورياً مع نبضات الطرح ، فيصير فاعلاً و منفعلاً في ذات الوقتِ ، و يأتي النص بالغ أثر و هو الاستجابة أُحيي الأديب أعذب ميسان ، و أتقدم له بالتهنئة على هذا الباذخة الأدبية ، فلك أجمل دلائل التقدير والإحترام د/ الماسة نور اليقين في 03/08/2018

الموضوع الأصلي: رؤية في حزن أثمر في دمي || الكاتب: د/ نور اليقين || المصدر: منتدى همسات الغلا

https://hamsatq.com/

كلمات البحث

العاب ، برامج ، منتدى همسات الغلا ، هاكات ، استايلات

المصدر: منتدى همسات الغلا

---

vcdm td p.k Helv ]ld lelv pgn p.k vcdm