طفولة مدنسة / مسابقة صور وقصص

طفولة مدنسة / مسابقة صور وقصص

الصورة الرابعة انزويت بركنى الخاص بين عبث أفكارى وجموحها المعتاد بغرفة يكسوها لون بزرقة السماء فى يوم صاف يزينها حضور محتشد من أقلام وأوراق وكتب تكدست فوق مكتبي المنهك من كثرتها .. حين تقاذف لسمعى صوت ضاحك سد عنى يوما سبل الراحة يطلق قهقته وكأنما يحاول خرق أذنى ليدمى قلبى المتناسى للماضى كانت رائحته العفنة تغزو خلايا أنفي فتصيبنى بالغثيان لأشهق وأنتحب ثم أرتمى على وسادتى الحانية وحينها نقضت وعدا قطعته على نفسي بألا أمس الصور القديمة .. تأملت صورة بها ملامحى المتعطرة بالحياة والمتلهفة لحضن والدى وطموح أقصاه أن أحصل على العلامة النهائيه فى مادة الرياضيات وبسمة حقيقية لم تغتال بعد انسال الدمع من عينى فى محاولة لإظهار مواساته ... واندفعت الذكريات لرأسي معلنة العودة .. الطفولة ...زمن يكتسى بالسعادة تغمره البراءة بأحلامه الوردية وابتسامة بلهاء للغريب والقريب .... سكون فى أحضان الامهات .... وسلام مع الجميع ... واختلاط الامر علينا فى كل شئ..... وتشابه الأوجه بالنسبه لنا .... هذا معهود الا طفولتى المدنسة ! لذا استعضتها بأخرى طاهرة لا مساس لزواياها .... تتلخص فى بسمة تجر الشفاه سابقها النفس لسعادة عارمة تنتشى لها روح لا تعهد من زوايا الحياة غير عبق اللافهم يقذف فى غض القلب الطاهر ..ذلك الدنس الذى أصاب غشاء نفسي الطاهرة الساهية فى رحاب النقاء دون توقع أى مداهمة من رياح الخبث !! بالأخص الأقربون .... دنس امتقع له عمر مضنى فغدوت تائهة فى غابة مخيفة أتاهب جيدا لمستذئب آخر سيفتك بروحى وألقن نفسى الدفاع وأتجرد من كل حب يقرع باب الدار ...دنس لوث براءة سكنت بأضلعى لسبعة أعوام فقط وأدت بيد نجسة ملطخة بالشياطين فسقطت وتوارت فى جوف طفولتى وأقمت عليها الحداد لأعوام بكيت وبكيت وما زالت أدمعى جارية تنهر الحياة وتمقتهاأقحلت روحى بإرادتى فسكبت حمم الانتقام من كل رجس فى صورة آدم ...وتعهدت ألا أقع فى حبال مسخ يتلو من الحب نسخ متكرر يعقبه نية خبيثة مآلها جسدى ... .. جسد ناتئة آثار مقاومة باءت بالفشل فيه وتضاريس حادة توقد ذات الحدث برأسى فى كل مرة أتفحصها يستقبلنى الخوف و(يشرع )مصراعيه وظلمة النفس تلوح من بعيد فيصيبنى الفزع موضع الهلاك المحتم .... اعتزلت الصور فما عدت أتطلع لساذجة فى الماضى لا تدرك نوايا البشر تستجدى العطف والحنان ويصفعها الزمن بكل قوة ليلقنها درسا لن تنساه .. .. تخبرنى أمى دوما أنى فقدت عقلى حين قررت عدم تسجيل لحظاتي بالصور فى زمن يتنفس التكنولوجيا .... وأبرر أن الأيام ستطبع أثرها على ملامحى يوما ما وحينها سيندفع الحزن لقلبى.. أقولها وأنا أحبس قطرات دمع تود كثيرا إخبارها الحقيقة التى عجز لسانى أن ينطقها يتسع شدقيها عندما تكشف عن ضحكة مرتفعة الصدى... فأبادلها ذات الفعل وغصات الماضى تعتصرنى من الداخل ... وكثيرا تنبثق بداخى نافذة داعية لكشف سر دفن بأعماقى و تتأرجح مشاعرى بين المقت والتعجب حين يعصف ذهنى نظرة من حولى إن تفوهت بثقلى وأتيقن أن الإجابة لن تنصف فتاة طبع على طفولتها لفظة "اغتصاب " فأبتلع الصمت مرارا وارتسم الصمود خارجيا وكلى هش يمزق أحشائى ... ما بين ماضى سن سيوفه الملتوية بعنقى وما بين حاضر تقبع ندبه فيه .. ينتشلنى من أفكارى المشئومة صوت أمى ينبئ بضيوف كرام فأطلق ضحكة ممزوجة بالألم فى عمقى وأدع جفونى تطبق على عينى فى محاولة لنوم كاذب قلم :سارة محمد ودق السماء

الموضوع الأصلي: طفولة مدنسة / مسابقة صور وقصص || الكاتب: ودق السماء || المصدر: منتدى همسات الغلا

https://hamsatq.com/

كلمات البحث

العاب ، برامج ، منتدى همسات الغلا ، هاكات ، استايلات

المصدر: منتدى همسات الغلا

---

't,gm l]ksm L lshfrm w,v ,rww >>