17-04-2014, 10:37 PM
|
|
الجوع
عندما يصير الكلام ضيقاً ..
يصير العتب أكثر إتساعاً على غياب إنسانية الإنسان..
على الضمائر التي سُيجت بسياج مكهرب
لئلا يصلها "عذاب الضمير" .
أسئلة كثيرة مكتظة تُمطر وابلاً من حيرة ..
فها هو الجوع في الصومال يخيم كليلٍ حالك , منذُ قرن
يرقص مختالا على آلام الشعب وعوزهم ..
يرقص على بطونهم الفارغة من أرغفة الخبز..
شعب يغرف كل يوم في بئر الحرمان
يتناول الجوع كوجبة أساسية ..
من مات منهم فاته موسم الفقر والعوز والذل ..
ومن عاش ولم يحالفه الموت كمصير حتفٍ أكيد..
يعجز كل العجز عن استخدام آلة لقتل غريزة الجوع..
فمن فرط الذهول تضع الدهشة يدها على أفواهنا ...
فذاتها هي السياسة التي تلعب دور البطولة في أدوار الشر...
محافظة على سيناريوهات الإدعاء والتمويه ..
هي ذاتها من تقف وراء أي ظرف ..
حتى وإن كان الفقر..
فتسييس الفقر صار مقرونا بمشروعية الأيدي المكتوفة..
والهبات والمنح المشروطة..
والتي صارت معاولاً تنكش وبقوة
في بطون الجوعى والفقراء والمعدمين ..
فهل أصبح هناك إدمان على القسوة..
وإمعان في تجويع الآخر والإستخفاف بكينونته ...
وهل هناك تبني حقيقي
لهبات أساسية على مستوى سد رمق الجوع
أو ستر عورات العراة الحفاة من أبناء الصومال..
جدلية تطرح في أروقة الزمن الحيادي مملؤة بالأسئلة الكثيرة ..
حيث يعيينا التفكير بها ولا يسعفنا أي تبرير أيديولوجي ..
فلنوصد باب التبريرات المفتوح على مصراعيه ...
فكيف يتمكن أي انسان من استثمار جوع الآخر
واتباع منهج تسييس الفقر والحرمان..
واستهلاك حزن الآخر واستثماره بُغية تضخم ( الأنا )
وكيف لهم أن يفقدوا البوصلة المؤدية للانسان ككيان..
ليتملكهم التيه بين طيات وتلافيف السيادة .
حقا انه عالم غريب ممزوج بالتناقضات ..
فكم حري بأن توظف السياسات تجاربها
بشكل يتناسب مع انسانية الانسان
محاولين أن يكونوا أكثر بُعداً وابتعاداً
عن لعبة التشييئ واعتبار الآخر مجرد شيئ ..
ريثما يتسنى لهم ما يريدون الوصول اليه
ضاربين عرض الحائط
بمن ينامون على وجع البطون الخاوية الا من حب الارض ..
متجاهلين تجاهلاً تاماً صراخ الأصوات
التي تدق أبوابهم الموصودة بأوتارها الفوق بنفسجية
عشتُ لأرى قوما يموتون جوعاً ..
وأخرون يموتون من التُخمه .
بـــ / وجعي
hg[,u
آخر تعديل ليتك وهم يوم
17-04-2014 في 11:00 PM.
|