09-12-2016, 12:00 PM
|
#628
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4613
|
تاريخ التسجيل : 15 - 3 - 2014
|
أخر زيارة : 06-11-2021 (10:54 PM)
|
المشاركات :
60,536 [
+
] |
التقييم : 2147483647
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : White
|
|
مثل الجميع، أمتلك لحظات آمنة في حياتي، يمكنني أن أغمض عيني وأتسلل إليها، جلسة في مقهى، قبلة في مصعد، رحلة في النيل، أو يوم دراسي، بعيد، وشديد العادية، يصعب أن يختاره زميل آخر ليتسلل إليه، وكلما تمكنت من خلق لحظة جديدة والقبض عليها، يمتلأ قلبي بالطمأنينة لذلك، هذه أشياء لا يمكن أن يستردها مني أحد، لقد استحققتها إلى الأبد، غافلت صخب العالم، ولم يعد بوسعه استعادة ما اقتنصته منه، وإن حاول، سأختبى في لحظة آمنة حصنتها جيدًا، مقهى كان يهرب إليه بطل رواية لم أعد أذكرها، وإن كنت أذكر الوصف الدقيق لطريقه إليها، انحناءات الشوارع، وشكل المحلات المجاورة، اسم المقهى، وأشكال الجالسين، المرأة ذات الحسنة في اليمين، الرجل العجوز على الطاولة البعيدة، وثلاثة شبان وفتاتان يتضاحكون بطمأنينة البدايات، وكنت أضفت إلى المقهى فتاة مرتبكة هربت من أهلها في رواية أخرى لكاتب أخر، ونادلة مقهى جميلة من فيلم ستيني محتفظة بلونها الأبيض والأسود، وفي المقهى بابان، باب ينفتح على حفلة سبعينية صاخبة، وباب ينفتح على ملحمة حربية قديمة، بينما باب المقهى نفسه ينفتح على لحظتين مختلفين، يجب التفكير في كلتيهما معًا للدخول، إحداهما لصمت قرية غادرها كل سكانها هربًا من الطاعون، والأخرى على صباح مشمس في صحراء يستعد أهلها لاستكمال الرحيل، وأنا أجلس في مواجهة بطل الرواية، قاطعًا عليه سرده، وأنظر لبطلة الرواية الأخرى لأطمئنها أن كل الأمور ستسير على ما يرام، وأن أحدا لا يمكنه العثور علينا هنا .،!
|
|
|