أخر اوراق التوت

جنون

سأكون مجنوناً بك حتى لا يكون علي حرجُ ُ في ذلك

وسأصبح رسماً لك حتى لا يأتي من يرسمك أفضل مني

وسأجعل من نفسي قائد أروكسترا أقطع شرياني لأعزف لك نغم

يطير بك عالياً ويحلق بك في اجواء كياني

ويرميك بعد ذلك في أحضاني لأتلذذ بك كأمسية صاخبة بداخلي .

هذيان

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش

ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

أتعلمين كل ليلة أسامر تلك الحروف الأبجدية

وأرتل معها لغة الهذيان واحاول ترتيبها بأتقان

وتأبا إلا أن تشاغبني وتبحث عنك في أرجاء غرفتي

... لعل الصباح يأذن لنفسة بالقدوم حتى يغادر شيطان تلك الحروف ...

بلا حدود

وكأنني قنبلة هيروشيما سقطت على مملكتك

ودمرت أحتوائك لذاتك .. وفي الواقع لست سوى

كولومبس عربي منحته الأقدار أكتشاف خارطة متاهاتك

بأختصار : مزقت تلك الخارطة لأنها بلا حدود ولا أريد الضياع

كما فعل البحارة الذين يمتوجون في بحر طغيان شهوتك .

هذيان مسائي آنيق

إن أردت أكتب شجوناً وعشقاً فليس هنالك مايمنع قلبي قبل قلمي

سوى تلك الأنثى ألتي تقبع بداخل كياني هي وحدها من يخصها الأمر

وإن اردت أن أكتب عنه وعن تخيلاتي

فليس هنالك مايمنع أحساسي وفكري

وإن اردت أكتب بلغات القاء الشتائم واللغمز والمز فليس

هنالك مايمنع ولكن لا أريد أن اكون هماز مشاء بنميم

كل ما أردته أن أوضح لذاتي بأنني أكتب بلا حدود أكتب على خارطة

طريقي أنا ولا يعنني أمر النائمون فوق قارعة الطريق فأكثر مايهمني

هم اولئك الذين يقفون بأنتظار مرور قافلة حروفي ليمتطو صهوتها

يهمني أمر أنثى منحتها فكري وكتاباتي وحروفي ولازلت وفياءً في ذلك

ليس لي وصاية على أحد وليس لأحد وصاية على فكري وقلمي جُل ما أفعلة

أن احترم ذاتي واحترم من يقرأ لي بشغف وإن لم تربطني به

أي علاقة .. كلامي هنا في مدونتي لا يعني بشكل كبير بأنه موجه او اختص به

شخص أو ارمي بثقل الكلمات فوق ظهور العابرين كلامي هنا هو هذيان قد منعت

عنه وجنون قد ألغيت معالمها ليصبح قلمي بلا حدود

يرتع في مرابع خصبه من الفكر والخيال الخاص بي كلامي هنا هو شذرات من

نهم بحار شاعر من فكر عصفور طائر من روح جندي ساهر من قلب أنسان

لا يدعي الطُهر بقدر مايدعي بأنه أنسان ماهر في التعبير عن لوحاته الفنية

لعل هذياني هذا المساء آنيق فقد ألبسته بدلة بيضاء وفي صدرها وردة حمراء

نقش على أطراف منديلها الأزرق ولازال للأمل روح بداخلي ولازالت قطرات

الندى تتموسق في عيناي كدموع لا أود تجفيفها بذلك المنديل حتى لا تفقد روعتها .

هذيان

صحوت مبكراً قبل الفجر على ترانيم وتمتات وهذيان حروفي

تسللت على اطراف أصابع قدماي لأفتح أدراج مكتبي برفق

وأجدها تشعل حطب الكلمات وتتحلف الأوراق وتمسك بالقلم

لترتب تطاير الكلمات من ذلك الأشتعال وتعيدها فوق مجامر

الشوق وكل هذا بعد البحث كان بسبب نقطة من فنجان قهوتي

سقط فوق أوراقي منذ زمن وأرتشفته الحروف لتبدأ بالهذيان

أغلقت الأدراج وعدت وأنا أفكر ليس بالهذيان بل بنقطة القهوة

أظنها أصبحت خمرة من نبيذ الأشتياق أسكر تلك الحروف .

ل أكتب بثرثرة تذيب التمتمات بداخل وجداني ..

لا أعتقد ذلك فالشتاء يجمد أطراف مدينة الكلام .

جنون

دموع تنهمر فوق أطباق الجنون

لتدور فوق طاولة السهر وتغريدة الشموع

ونادل يحمل زجاجة ليست خمر معاذ الله

فأنا لا أسكر ولكن أثمل من رائحة ذلك العطر

الذي يحمله لها ذلك النادل الذي وظفته لخدمتها

عندما ينكسب فوق ثنايا جسدها وفستانها الأسود

نعم آنستي المثيرة لدي فندق خمسة نجوم بداخلي

أغلقته حتى لا يسكنه سواك وبات مهجوراً بعد ذلك

نوافذة الزجاجية تطل على مشارف حديقتك كل يوم

وليس لك عذر بعد الأن آنستي إن رحلتي بعيداً

فأنا لا أعشق السهر في حانات الجنون المزيفة

فلدي من الجنون ما يجعل واقعي ثوب أبيض .