كم تشبهين ايتها الذكرى الدوامة عندما تأخذنا لقاع عميق
سؤال يتبادر الى ذهني دائما ...لما دائما نحب المرور على الأطلال بالرغم أنه يسبب لنا حنينا قاسيا
وألما قاتلا .....؟
ونظل نبكي.. وقلوبنا تحترق ...والحسرة تأكل ماتبقى من ملامحنا...
ونظل ننعي لحظات جميلة باكين
وحتى القاسية منها ..نتمنى رجوعها ليعود معها من هم كانوا قريبين لقلوبنا وخاصة إن كان واحدا من ابوينا
اتذكر مرة شممت عطرا
تسلل لأنفي من احد الجيران المارين امام بيتي كان هذا العطر يتعطر به ابي رحمه الله ..
احساس ارجعني إلى زمن تمنيت الرجوع اليه احساس لا اتمكن من وصفه حنين قاتل
اسرعت فتحت النوافذ
وباب المنزل بشغف وقلب يتأوه ألما كي أعرف صاحبة
واخذ اسم العطر واشتريه
لأنني للأسف لم اكن اهتم بأسمه حينما
كان ابي على قيد الحياة
و لم اعرف من صاحبه
وعادت الحسرة والألم تمزقني من جديد
......آآآآآآآه كم هو مؤلم هذا الندم ....
قاتل .... لا يرحم .....
ليتني عرفت اسمه يوما
لقد اضعت فرص كثيرة لمعرفة امور كثيرة عمن احببت ولكن خسارة ....
فات الوقت ولم يتبقى لي غير الذكرى التي تعايرني بحمقي
وتخرج لي لسانها بشماته
تقول ......تذكري فليس لديك غيري الآن .....
تذكري وتحسري على ايام اضعتيها سدى
بعيدة عمن احببتي حتى رحل للأبد ......
ولم يعد لي غير المرور على الاطلال
ابحث عن رائحة او مكان الحبيب الذي رحل
وترك قلبا مكلوما وأعلم انني سوف اعيش في دوامة الذكرى
حتى يأتي بعدي من يتحسر على فقدي يوما ويبكي ويندم
وكثيرون هم مثلي الآن يبكون ويبحثون على الذكريات التي تحتضنهم ولكن بشماته ولوم
كأنها أم لجأ اليها طفلها
بعدما حذرته من العبث بالنار فلسعته وجاءها يبكي فاحتضنته وهي تلومه على عدم طاعتها
واكتشفت ان الذكرى تزورنا جميعا قبل رحيل من نحب مرارا وتذكرنا
بأن هناك فقد سوف يحدث يوما فلا تضيع الفرصة
ولكننا لا ننصت لها ولا نراها
تماما كهذا الطفل الذي لسعته النيران
ولكن لا فائدة فالأموات لا يعودون
والآن نبكي في احضان الذكريات بكاء مرا بعد ان لسعنا الرحيل والندم يأكل ما تبقى من ملامحنا .........
وسأظل امر على الأطلال واعيش زمنا غير زمني
مع صور قديمة ورائحة مكان . اعود للماضي بذكرى موجعة
ودموع لا تجف