الشهرة بريق خلاب وسلاح ذو حدين

الشهرة بريق خلاب وسلاح ذو حدين

منحت الموهبة وربما الحظ بعض الأشخاص فرصاً ومجالات جعلت منهم مشاهير وشخصيات معروفة، والشهرة مطلب الكثيرين، لكن تأثيرها على الشخصية يختلف من شخص لآخر، وهي قد تؤثر على حياته وعلاقاته، كما أن لها ضريبة وتبعات وهو ما نود معرفته من المشاهير أنفسهم، أو من إعلاميين انضموا أو تعاملوا بحكم عملهم مع مشاهير من الأوساط المختلفة..




في البداية من الوسط الفني تحدث إلينا الممثل الكويتي القدير (محمد جابر) فتحدث عن تجربته فقال: الشهرة أضافت لي شخصياً الحب الكبير في قلوب الناس، فلو قلنا فلاناً اشتهر فحب الناس هو الذي أعطاه ومنحه هذه الشهرة، لذا أرى أن تأثير الشهرة على حياة الفنان إيجابي، تعود عليه بالحب والسلام، وأنا شخصياً أثرها إيجابي على حياتي الاجتماعية فأينما أذهب أجد القبول وأشعر بحب الناس؛ وهذا من دواعي سروري وانبساطي، فإن كان للشهرة عوائق بسيطة حين تخرج للأسواق والأماكن العامة وحب الناس لن يجعلك ترتاح وتكون على حريتك المطلقة، إلا أن ذلك الشعور بالحب يجعلني أرجع لبيتي فرحاً مسروراً.
حياتي طبيعية وبسيطة في بيتي وفي الشارع، محمد جابر هو نفسه في كل مكان هو محمد جابر في السعودية أو في أي مكان هو أنا كما أكون في بيتي في الكويت، ولن أتكبر على الناس ومحبة الناس هي التي جعلتني بهذه الشهرة، بل سأتحدث مع كل واحد وقدره سواء أكان أمياً أو متعلماً، وكبيراً أو صغيراً.
ولأحبابي وأولادي وبناتي الذين في أول السلم أقول: لا يصبكم الغرور، ودعوا شهرتكم تصعد عتب السلم عتبة عتبة، ولا تصعدوا من الأول للآخر مباشرة، فأنا ضد وضد وضد الممثلة أو الممثل الذي يظهر في مسلسل واحد ويعتبر نفسه نجماً، فنحن في الوسط الفني من 50 عاماً وما زلنا نعتبر أنفسنا مجرد ممثلين وهواة، ومتى ما وصلنا للنجومية سنتوقف، ونحن لا نريد التوقف، فما زال لدينا عطاء نريد أن نوصله، فعدّونا قدوة وافعلوا كما فعلنا.




الإيجابيات أكثر
يقول الممثل السعودي «بشير غنيم»: الشهرة بحد ذاتها يكفيك منها اسمها، وكغيرها لها سلبياتها وإيجابياتها، ولكن من وجهة نظري إيجابياتها أكثر من سلبياتها، لأن الشهرة أولاً مفتاحها قبول العالم والناس لهذا الشخص، وتوفر هذا القبول يكفي ليدخله قائمة المشاهير، وحب الناس هو الذي يفترض أن يسعى له ذلك الشخص، وأنا من ضمن الأشخاص الذين استفادوا من الشهرة فكونت علاقات وصداقات، وفتحت لي أبواباً كثيرة، وقد كانت لي عادات سيئة وغير محببة قبل الشهرة وتجاوزتها لأن الإنسان مع الشهرة من المفترض أن يحافظ على نفسه ويحرص أن يظهر بصورة جيدة ولائقة أمام الآخرين، بينما سلبيات الشهرة بسيطة ومحدودة كون المشهور لا يستطيع التصرف بطبيعته، كعندما يكون بنفسه أكل شعبية مثلاً، أو أكل الفول والتميس ولكن هذا بات صعباً، لوجود شعور داخل الإنسان أن الناس تنظر إليك وتحسب عليه تصرفاته وحتى طريقة أكله، لذا لا بد أن يحتاط، حتى حين يكون خارج المملكة يجب أن يظهر بمظهر جيد، ويبعد عن الأماكن المشبوهة، والضمير عنده يغدو نظرة الناس وإن رفض هو هذا الشيء، وأذكر موقفاً شخصياً أن عائلتي جربوا أن نخرج مرة واثنتين وثلاثاً للسوق وبعدها بدأوا يرفضون مرافقتي لهم، فبعض الناس تقف لتصور وتتحدث معك فلا تعطى مجالاً لأخذ حريتك مع عائلتك، بل إن من الناس من يصور خلسة المشهور مع أولاده لاعباً كان أو فناناً أو أياً كان ويقولون هذا فلان مع أولاده، فالشهرة لها ضريبتها، ولكن بالنسبة لي الإيجابيات أكثر.
الشهرة تقربك للناس، وبالمقابل تريد الناس منك الشخصية المتواضعة فمتى ما أصبح الإنسان مغروراً ستكون سنواته بالشهرة قليلة، فحتى في الحكمة قيل: ما من طيرِ طار وارتفع إلا كما طار وقع، فمتى ما أصاب الإنسان الغرور والأنفة والعزة ورفع نفسه لن يتقبله الناس وسينتقدونه، فالناس يريدون من يحبهم ويحبونه، والدي كان يقول لي: يا ولدي إذا كنت مع الأطفال كن طفلاً العب معهم واضحك، وإن كنت مع الشباب اطلع رحلات واسمع موسيقى، وبين الرجال كن رجلاً واجلس مجلسهم واحكِ ما يناسبهم ولا بد أن تفرق، وقد قال لي إمام مسجد ذات مرة: الله يجزاك بالخير لأن صلاتك بالمسجد جعلت حتى الأطفال يحضرون للصلاة ليقفوا بجانبك وينظروا إليك لأنك معروف، وهذا ما يذكرك ألا تفكر فقط في نفسك وفي أشياء ثانوية، بل لا بد أن تكون قدوة ولو تفتعل أشياء ليست من طبعك وتصبح بعدها عادة لأجل تلك الصورة الحسنة التي تود أن تنقلها للناس، ولهذا أقول إن المغرور سنواته قليلة مع الشهرة.


الشهرة رائعة
من ناحيتها تقول الممثلة العمانية (فخرية خميس): الشهرة جميلة ورائعة، وقيمة الفنان من خلال هذه الشهرة حين يتبعه الجمهور ويقيمه ويتابع أعماله، إلا أن الشهرة سلاح ذو حدين فقد لا نعيش معها حياة طبيعية مائة بالمائة خاصة لمن يكون رب بيت وراعي أسرة وأولاد وأينما يكون يلاحق من جمهور أو صحافة أو إعلام وهذا شيء جميل وليس مزعجاً ولكن قد لا يحصل معها كل الخصوصية، بالذات إن الفنان قد لا يكون حاضراً في كل الأوقات بالابتسام والاتصال والتواصل، وقد تكون ملغية عنده الحالة الاجتماعية والتواصل وتحسب عليه ذلك، ولكن هناك ذكاء فنان قد يسيطر على هكذا أمور، وأنا إن كنت غير قادرة أن أوفي لجماهيري حقهم علي، إلا أني أحاول بقدر الإمكان على أن لا يكون على حساب بيتي وعائلتي ولا حتى عملي، والآن بعد 27 عاماً في الفن أحب الناس وأحسهم قريبين مني، وأينما كنت أجد الناس تقدر وجودي، وأحلى كلمة أسمعها من الناس وأقرؤها بالمنتديات والصحافة حين يقال عني: فنانة محترمة، مما يعني أن أشرف بلدي ومجتمعي وعائلتي، واسمي وتاريخي الفني، وكلمة الغرور مشطوبة من قاموسي، فتلك الكلمة هي قتل للفنان ولفنه بالأساس.


مسألة نسبية
ويرى الشاعر المعروف (نايف صقر) أن الشهرة بتعريف بسيط أن تكون معروفاً شكلاً واسماً عند عدد من الناس، والمسألة نسبية وتختلف من شخص لآخر فقد تكون مشهوراً ومعروفاً لـ 100000شخص، وقد يعرفك ملايين، وقد تكون مشهوراً في بلدك، أو في إقليمك، أو في مناطق وبلدان متعددة، وهذا بحسب مجالك وعملك فثمة مشاهير في مجال الاقتصاد أو الفن أو الشعر أو الأدب وهكذا، وبرأيي من يسلم عليه شخصان فأكثر في اليوم فهو مشهور.
والشهرة أنواع فهناك من يشهره أمر سيئ أو قبيح، وهناك من يشتهر لأمر حسن جيد، وأيضاً هناك مشهور ومحبوب، أو قد يكون مشهوراً ولا يحب الناس، وباعتقادي أيضاً أن الموضوع قد يرتبط بالحظ إذ يوجد أناس مبدعون في مجالاتهم ولكن لم يشتهروا، وفيه من التمرد والجرأة وحدث ما جعل منهم مشاهير، والشهرة قد تكون مستمرة أو وقتية ترافق حدثاً معيناً، وفي زمننا هذا مع وجود التقنية واليوتيوب والفيس بوك، بات من السهل الحصول على الشهرة، وصارت دوائر الانتشار أوسع وأضمن، وسهلت خلود الشهرة بشكل أو بآخر لمن لديه دافع ومعلومة محفوظة وموجودة دائماً، فإن ثمة مشاهير من الزمن الماضي نحن نعرف أسماءهم ولكن قد لا نعرف بما اشتهروا لأن أشياءهم ضاعت وفقدت، وأسباب شهرتهم تناقصت إلى أن اضمحلت، على عكس هذا الوقت الذي تتضاعف فيه الشهرة بشكل كبير، وغدت في متناول اليد لمن لديه شيء يطرح.
أما فيما يخص فائدة الشهرة فعن نفسي أرى أن من استطاع تحقيق احترام الناس فسيقدر على الحصول على أشياء تسعده خصوصاً فيما لو تمسك بمبادئ معينة، وكان قادراً على تحمل الناس وتبعات الشهرة، فالشهرة مفيدة وجيدة وحين توجد في مكان عام تصادف أناساً تحبك وتعبر عن هذا الحب والاحترام، وقد تقدمك على نفسها حباً لشخصك ففي الشهرة جانب يسعدك، ومن جانب آخر تتطلب منك التحكم بأعصابك دائماً وتسمح بجزء كبير من وقتك وتتحمل متطفلين قد يقتحمون وقتك ومكانك وخصوصيتك، كما أنك قد تضطر أن تكون متحفظاً على غير سجيتك وتحسب حساباً للناس والكاميرا كي لا تفسر تصرفاتك خطأً، أو تُعظّم أخطاؤك الإنسانية البسيطة، وعثرة صغيرة تكون كبيرة في عيون الناس.


قيود الشهرة
أما الشاعر «عيضة السفياني» الذي خاض تجربة شهرة برنامج شاعر المليون فيقول: في تصوري أن الشهرة أوسع وأشمل وأكبر من معناها السطحي بأن الناس تعرفك، الشهرة أن تكون في قلوب الآخرين بشكل راقٍ، أن تكون في عقول الآخرين إضافة، أن تكون في المجتمع نافعاً «إن لم تضف شيئاً إلى هذه الحياة فأنت زائد فيها» أنا لا أنظر للشهرة من خلال التقاط المعنى السطحي لهذا المعنى أن الناس تعرفك، إن دخلت مطاراً يسلم الناس عليك، وإن دخلت دائرة حكومية يحترمونك، لا.. أنا أرى أن الشهرة إن لم تتجاوز المعنى السطحي إلى المعنى التفعيلي والمثمر بأن تبادل الناس الحب ويبادلوك، وتعرف أن أحب الناس أنفعهم للناس، وأحب الأعمال سرور تدخله لقلب مسلم، كل هذه الجوانب المختلفة لا بد أن تمزج في قالب واحد وتشكل التعريف الحقيقي والأكثر عمقاً للشهرة.
الشهرة تشكل قيداً.. حملت شماغي من على كتفي ووضعته على رأسي، قبل الشهرة لم أكن أبالي بلبس الشماغ على جنب، ونخرج مع الشباب بتفاصيلها، وبصعلكتها أيضاً ولا نبالي، ولكن مع دخلونا لعالم الشهرة والإعلام ومعرفة الناس لك صار هناك قيد، تتحرك بالشارع وتحاسب على كل حركة تفعلها، بالطبع لا بد أن يكون لديك رقيب ذاتي قبل كل هذا، ولكن بات هناك رقيب آخر يحاصرك، كل النوافذ والأبواب تنظر إليك وأنت تسير في بعض المرافق العامة والطرقات والمطارات ولا بد أن تعكس وعي الشاعر أو أي مهنة يمارسها الشخص المشهور إن كان فناناً مطرباً أو إعلامياً أو شاعراً أو كاتباً يجب عليه أن يمثلها وألا تدخله النرجسية والتعالي بالتواضع والابتسام كي لا تفقده هيبته وهيبة الوسط الذي ينتمي إليه، فكل مبدع يسكنه إنسان متواضع، وكل شاعر عادي يسكنه إنسان متعالٍ، وبرأيي كلما اقتربت من الأرض ازدت علواً، وكلمة أخيرة: أحييكم بمجلة اليمامة وأحيي فيكم الروح الصحفية الخلاقة والمبدعة والمبتكرة في كثير من الجوانب التي لمسناها من خلال تتبعنا وقراءتنا لهذه المجلة، كما أشكركم على هذه الاستضافة، وأتمنى أن أكون خفيف ظل، وأشكر اليمامة بطاقمها التحريري كاملاً دون استثناء من الألف إلى الياء، وأشكرك أخت مها واعتذر إن بدر مني ما يلوح في أفق التقصير.
أنا أحب الناس وأريدهم وأبحث أحياناً عن أماكن تجمعاتهم وبالمقابل أجد في نفسي حاجة أحياناً أن أكون في أماكن لا يعرفني فيها أحد وأفعل ما بدا لي بحرية أكبر، وأسقط المعنى ويذكرني بيت شعر للأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن والذي يقول:
يا حظ من لا عرف من هو ولا شيف
إن طاب يحمد وإن تردى بكيفه
.. الشهرة لها تبعات اجتماعية وتحتاج منك أن تلبي رغبات وطلبات ودعوات، والمهم أن ذلك لا يؤدي للغرور فحب الناس حين يقابل بكبرياء وغرور أو تعالٍ ففي نظري هو حمق وليس غروراً.


ومن جانبه يرى المطرب الشاب «عباس إبراهيم» أن الشهرة التزام ومواعيد وعمل كثير، وسعي للظهور للناس بأحسن صورة، والشهرة لا تؤثر كثيراً في حياة الشخص حين تكون حياته مرتبة وعملية ومنظمة وملتزمة، بل سيغدو في أحسن حال.
المشهور حين يحترم الناس سيُحترم، ومن يحترم نفسه سيجبر الآخرين على احترامه، والغرور يرتبط بطبيعة الشخص، وعليه أن يميز ما الذي يريده من عمله، فمنهم من يأخذها كعمل وهواية وهذا الذي ينجح، ومنهم من يعدها شهرة وظهوراً فقط، وبينهم فرق.



صورة مزيفة
وتعتبر المطربة المغربية «نادية المنصوري» الشهرة بالنسبة لها ليست قيمة إنسانية يجري الإنسان وراءها، ويضحي بحياته الخاصة والعائلية لأجلها، فهي شيء حلو ومغرٍ ولكن على الواحد منا أن ينظر للنقطة الأهم والحلوة فيها «حب الناس»، فحين يكون المشهور يمشي في الشارع فيوقفه أحد المارة ليصور معه أو يعبر له عن إعجابه بفنه أو صوته هذا هو القيمة الإنسانية الجميلة «حب الناس»، أما الغرور والأضواء كلها مظاهر، والشهرة لا تبعث سعادة حقيقية فالسعادة الحقيقية حياة الإنسان في بيته الحياة التي يعيشها بالظل، أما الشهرة تعطي صورة مزيفة للناس حين ينظر للمشهور على أنه شيء مختلف ولكن حياته عادية كأي شخص قد تكون حياة تعيسة أو العكس، وقد قابلت أشخاصاً مشاهير كانوا كباراً في عيني وكانوا أكبر لما تعرفت عليهم عن قرب؛ لأن الشهرة لم تؤثر سلباً في شخصياتهم ولم تجعل منهم متكبرين متعالين، وعكس ذلك قابلت أناساً كانت قيمتهم في نفسي كبيرة وهبطت بسبب غرورهم وتعاليهم، ولأنهم لا يعطون قيمة للناس العاديين، بينما الشهرة لا تميز أحداً عن الآخر إلا بأخلاقه ومعاملته.
وضريبة الشهرة أن المشهور لا يمارس حياته الطبيعية قد لا يستطيع أن يجلس براحته مع عائلته في أماكن عامة كالمقاهي والمطاعم مثلاً، هذا ليس بالشيء السيئ تماماً فمن الجميل أن يلاحقك الناس لأخذ الصور معك وتعبر عن حبها لك، ولكن هذا قد يغدو شيئاً مؤذياً لمن يود أن يأخذ راحته مع عائلته، كذلك المشاهير قد تلاحقها الشائعات فقد يجلس جلسة عادية مع أصدقائه فيتحدث أن فلاناً كان يجلس كذا وتدخل المبالغة والشبهة، وأنا شخصياً بت أخاف في كل خطوة أخطوها لهذا السبب، باعتبار أن وضعنا حساس.
وللمشهور بالأخص الفنان أقول له: الفن بحد ذاته رسالة وقيمة حلوة فلا بد أن نكون قدوة، ونحافظ على حب الناس فلا نغتر ولا نخيب نظرة الناس لأننا بدونهم لا شيء يذكر، فالغرور يؤدي للفشل وتقترب نهاية الفنان حين ينقلب الناس الذين أحبوه بين عشية وضحاها من حبه لكرهه، وما معه يصبح ضده.


بين الشهرة والغرور
وعلق على موضوع الشهرة الإعلامي والكاتب الرياضي (فياض الشمري) فقال من الطبيعي جداً أن تكون ردة الفعل عندما يقف الشخص تحت أضواء الشهرة قوية وفيها شعور بالتباهي والعاقل من يتعامل مع هذه الشهرة بطريقة تحميه من أن تنقلب إلى نقمة، والوعي الذي يخلق الحصانة لدى الإنسان ويحميه من الغرور وتغيير السلوك والتكبر على الناس لأنه حتما سيأتي اليوم الذي سيودع الأضواء ومن ثم الانزواء في زاوية لا تصلها شمس الشهرة كما كانت.
ويضيف كما أن ضريبة الشهرة أمر لا بد منه والضريبة تكمن في حرص المجتمع على التواصل مع هذا المشهور دون الإدراك أن هذا الأمر ربما يأتي على حساب وقته ونومه وراحته ووجوده مع أسرته وتمتعه بإجازاته.
وعن طريقة تعاطي بعض المشاهير وتجاوبهم مع الإعلام والإعلاميين يؤكد الشمري أنه يختلف من شخص إلى آخر؛ وهذا يعود إلى عقلية الشخص ومدى شعوره بدور الإعلام وأهميته، وهناك أشخاص يرون أن الإعلام بدونهم لا يساوي شيئاً بينما الواقع يقول إنهم لولا الإعلام لما أصبحوا مشهورين وكثير من هذه النوعية صار الإعلام يتجنب حتى الاتصال بهم، وأخيراً لا بد أن يدرك المشاهير أن (الدنيا يوم لك ويوم عليك) وسيأتي اليوم الذي (يتوسل) فيه للبحث عن حزمة ضوء فلا يجد؛ والسبب أنه لم يقدر الإعلام.


البساطة والتواضع
وتحدث المذيع (تركي العجمة) الحاصل على جائزة أفضل مذيع رياضي في ملتقى الإعلاميين العرب عن تجربته فيقول: بالسؤال: لماذا دخلت الإعلام؟ ومن جواب الشخص ستعرف كيف سيكون إذا سلطت عليه الأضواء واشتهر، فإذا كان هدفه تقديم رسالة وتعبيراً عن رأي فصاحب هذا الفكر سيحقق الرضا النفسي والذاتي بنسبة 70% وبالتالي لن يكون مغروراً أو متعالياً، وسيظل كما هو وكلما ارتفع درجة عند الناس سيزيده ذلك تواضعاً، وبالإمكان أن نقيس ذلك على الأطباء على سبيل المثال ففشلهم على مستوى العرب لأن جزءاً كبيراً امتهن الطب لأن نسبته عند التخرج 95% أو أكثر، أو لأن أبناء عمومته في عمومهم بدرجة الدكتوراه وهو ذا لن تجد لديه رحمة أو إحساساً بالآخرين لأنه امتهنها برستيج بعكس من اعتبر الطب رسالة وقيمة وهدفاً، والإعلام نفس الفكرة والوصف.
كما أن التبسط مع الناس أمر بالغ الأهمية، وهو ليس بشتاً أو رداءً ترتديه، فهناك نوع من التواضع أشد قبحاً من الغرور وهو شديد الغرور ويريد من الناس أن تطلق عليه وتعده متواضعاً!.
حياتي ما بين البيت والعمل وقليل الاحتكاك والمخالطة، والضيوف في البرنامج من الطبيعي أن يظهروا أفضل ما لديهم، ومن الصعب أن يكون «شايف نفسه» متكبراً لأننا ببساطة قد لا نستضيفه مرة أخرى، ومن يمثل مرة لن يستمر يقوم بهذا الدور، وبرأيي البساطة ولين التعامل مع الناس والتواضع نعمة، والإنسان قد يصبح مسلماً ويمسي كافراً، أبعدني الله وإياكم عن التكبر والغرور.



شهرة بالمصادفة
أما المذيع (خالد الشهوان) فيقول: في تصوري أن الشهرة تؤثر بالتأكيد على شخصية أصحابها من المشاهير، ولكن تختلف طبيعة تأثيرها، ففي حين تكون ذات أثر إيجابي على بعض المشاهير وتحفزهم للتواصل الإيجابي مع الناس ومساعدة الآخرين، نجدها تكون مدمرة على البعض الآخر حينما يدخل إلى عالمها بالمصادفة فتصيبه بالغرور الذي قد يصل حد الجنون..
لذلك فالتعامل معها صعب على مثل هذه النوعية من البشر ولكنه سهل على من عرف قدر نفسه من المشاهير، وفي المقابل فإن تعامل الآخرين يكون بالمثل حسب كل فئة، فنجد أن تواصل الناس يكون صعباً مع هذه الفئة التي تجد هي أصلاً صعوبة في التأقلم مع عالم الشهرة والتكيف معه، بينما نجد تعامل الجمهور في غاية السهولة والعفوية والتلقائية مع الفئة الثانية التي تثق بقدراتها وإمكاناتها، وتدرك جيداً أن الشهرة وهم زائل ولا يبقى للإنسان إلا طريقة تعامله مع الآخرين ومقدار عطائه لهم الذي يكشف عن المعدن الأصلي لمن نال حظاً وافراً من الشهرة بين الناس وأحسن التعامل معهم..
وفي المقابل أيضاً فإن هذا يتضح جلياً في طريقة تعاطي المشاهير الحقيقيين الإيجابي مع الإعلام عكس مشاهير المصادفة الذين يتعالون على الإعلام الذي كان أصلاً سبباً في شهرتهم. والأمثلة على ذلك كثيرة بالنسبة للمشاهير في عالم الغناء والتمثيل والرياضة تحديداً ممن يفتقدون لقدر من الثقافة الشخصية فيسيئون للمهنة التي يمارسونها بتصرفات تتجاوز حدود المعقول وتعطي انطباعاً سلبياً لدى المجتمع عن بقية من يوجدون في مجالها متناسين أن الشر يعم والخير يخص..! لكن يحضرني هنا مثال إيجابي من مشاهير الرياضة لدينا: وهو الأسطورة ماجد عبدالله باحترامه لشهرته ونجوميته التي منحته شرف الحضور في المناهج الدراسية مؤخراً نظير احترامه لشهرته التي صنعت منه أسطورة خارج الملاعب كما هو داخلها، وكذلك اللاعب الخلوق محمد الشلهوب الذي عرف بتواضعه الجم حتى في التعامل مع الخصم ومساهمته الظاهرة في أعمال الخير..
وكذلك كان رأي المذيع والإعلامي (فيصل السور) الذي يقول: الشهرة مسألة حساسة جداً، وهي سلاح ذو حدين سواء تكلمنا عن شهرة لاعب أو فنان أو ممثل أو مغنٍ، أو مذيع أو إعلامي.. الشهرة تعكس واقعنا، فالكثير بعد الشهرة يتغير لأن ما قبل الشهرة كان معروفاً لنسبة محدودة، وبعد الشهرة عرفه كثير من الناس، والسؤال هو: هل يستطيع أن يظهر صورته بالشكل الصحيح؟ هو سؤال صعب لا بد أن يجيب عنه المشهور، وهي رسالة توجه لجميع المشاهير، إذ يجب أن نعكس الصورة الحقيقية وما في داخلنا، ودائماً نحاسب أنفسنا، فليس من العيب أن الشخص يراجع ذاته، بل هو أمر صحي، ولاسيما لو تحدثنا على مستوى الرياضة واللاعبين أو حتى الفن قد نلاحظ مشهد طفل يهتف باسم اللاعب أو الفنان أو المغني مما يحمله مسؤولية أن يغدو قدوة لهذا الطفل في المستقبل، فعلى كل مشهور أن يسأل نفسه: هل أنا كونت انطباعاً صحيحاً وحسناً في عين الصغير قبل الكبير؟، وعليه أن يعي ما الذي يريده من الشهرة التي تعطي أموراً كثيرة وقد يخدم بها مجتمعاً في الداخل والخارج، فالشهرة جميلة ولكن الأجمل أن نتقيد بتعاليمنا وثقافتنا وأسلوبنا وحياتنا كمجتمع سعودي لنقول للعالم هذا نحن، ونستفيد منها لنقل ثقافتنا والصورة الحقيقية لمجتمعنا النقي للخارج.
ويكمل السور: التعامل مع المشاهير يختلف حسب الأشخاص كما أن ثمة أشخاصاً نشاهدهم على الشاشة ونخمن صعوبة التعامل والاقتراب منهم وحين نتعامل معهم نجدهم في غاية الأخلاق والرقي فتنعكس صورته على شهرته، بحكم أن الشهرة مجرد غطاء وما وراء الغطاء هو أنت، فبحكم عملي كمذيع بالتلفزيون السعودي شاهدت الكثيرين، ووجدت من يشار إليهم بالبنان خلقاً وتعاملاً، ومنهم من قد تقول حرام أن تكون الشهرة لهذا الشخص فنحن لنا الظاهر والباطن لا ندري عنه، فبالتأكيد من سيخرج على وسيلة إعلامية سيظهر أجمل وأبهى صورة، وأفضل حديث ولكن حقيقته ستظهر بعد أن تجلس معه بعد ذهاب تلك الوسيلة، وتحتار هل هو ارتدى الشهرة أم أن الشهرة هي التي ارتدته؟.



اختبار صعب
ويقول الإعلامي (صلاح الشريف): من وجهة نظري المتواضعة كإعلامي أن الشهرة عندما يبتلى بها شخص ما تعد اختباراً لهذا الإنسان من ناحية تفكيره تصرفاته وعلاقاته فالشخص السوي تكون الشهرة بالنسبة له باباً أوسع لدخول قلوب الآخرين بتعامله الراقي مع الجميع التعامل الإنساني وهذا يجعل الشهرة طريقاً لأن يكون إنساناً مميزاً ومحبوباً في المجتمع ويبقى هذا الحب والتعاطف معه حتى بعد أن يخف توهج الشهرة، بعكس آخرين شخصيتهم غير السوية قبل الشهرة أثرت في تعامله مع الآخرين بعد الشهرة وأصبح متعالياً على الجميع بأسلوبه وتصرفاته التي تؤثر على علاقاته بمن حوله؛ وهذا ينطبق على من وصلت له الشهرة فجأة. وبالطبع هناك جانب آخر للشهرة وهو الضريبة التي يدفعها الكثير ممن أصيبوا بداء الشهرة فالكثير من المشاهير لديهم مشاكل بسبب الشهرة والأضواء ويبقى بين حلين أحلاهما مر إما أن يبقى في الأضواء أو يضحي بعلاقاته الأسرية بسبب كثرة مشاغله وسفرياته والحل البسيط هو الموازنة بين الأمور أي أن يعمل الإنسان المشهور (كنترول) على حياته العملية والاجتماعية..
ويتفق الإعلامي حمد فرحان مع الرأي القائل إن الشهرة سلاح ذو حدين فبحسب شخصية المشهور ومقدرته في التعامل مع من يحيط به، فهناك مشاهير أفقدتهم الأضواء حب الجمهور على الرغم من شهرته؛ وذلك من خلال عدم مقدرته على استغلال الأضواء لصالحه، والبعض الآخر استطاع من خلال شهرته أن يكسب شريحة كبيرة من الجمهور ببساطته وعفويته ولم تغره الأضواء إلى درجة إصابته بـهاجس الغرور.
وبسؤاله عما إذا كان التعامل مع الشخصيات المشهورة سهلاً أم صعباً أجاب: «يكاد يكون السواد الأعظم من المشاهير وخصوصاً في مجالات معينة مثل الفن والرياضة لا يجيدون التعامل معها بالشكل المطلوب، وفي النقيض نرى أن التعامل مع الأدباء والمفكرين أسهل بكثير من التعامل معهم وكل ذلك نتاج فكر وثقافة الشخص المشهور».


بريق خلاب
كما قالت الإعلامية (أمل عبدالله): للشهرة بريقها ولمعانها والكل يسعى للوصول إليها، وقد تؤثر الشهرة على حياة من وقع بشباكها بالسلب أو الإيجاب..
فليس كل من يحصل على هذا البريق يستطيع التعامل معه، فمنهم من يصاب بالغرور والتعالي وهو يعتقد بذلك أنه استطاع أن يحمي نفسه من فضول المعجبين والصحفيين، ومنهم من تزيده الشهرة سمواً وأخلاقاً وتواضعاً لإيمانه بأن هذه الشهرة جاءت من وراء محبة الناس له فلولاهم ما وصل للشهرة.
أما عن مواقف البعض مع الإعلام فهي تتميز بالرفض والقبول، ففي البدايات كان يلهث وراء الإعلام والكاميرات، وحين يصبح مشهوراً يبدأ بالتأفف من فضول الصحفيين والمصورين وقد تناسى أنهم من أوصله لهذه الشهرة، والبعض قد تعانق مع الصحافة والإعلام لوصوله الشهرة من وراء هذا التعانق والود الجميل.


وللإعلامي (عماد الحكمي) تجربة مع المشاهير حيث قال: عندما تتعامل مع أشخاص مشهورين فليسوا سواء، بل هناك فروقات ترتبط بفكر واحترافية ذلك المشهور، فهناك من كان يبحث عن الشهرة ثم ربط بينها والغرور، وهناك من أضاف التعالي لها فهنا نحاول البحث عن مخارج حتى يتم التعامل معهم باحترافية، ناهيك عمن يحملون الشهرة والاحترافية سوياً فيكون التعامل معهم بشكل أسهل ولا يخفى على الجميع بأن الفنان مهما وصل من شهرة إلا أن الصحافة والإعلام هي جزء مهم في مسيرته ووصوله لقدر كبير من الشهرة والجمهور، ولكن من يحسن استخدامها؟! فهناك من يرى أنه قد وصل لمرحلة تفوق أن يتحدث مع أي شخص وهذا ما سينعكس سلباً على مسيرته خصوصاً حال بعض المشاهير اليوم، حيث إن بعضهم لا يبحث عن الحقيقة بقدر ما يبحث عن صحفي يبرزه ويضع له بروازاً براقاً وجذاباً مهما كان ما يقدمه ومهما وصل لمرحلة من تدني المستوى بما يقدمه من عمل.. وبكل تأكيد فإن هناك حالات أخرى هي عكس ذلك تماماً تبحث عن النقد الإيجابي والسلبي لما يقدمه من عمل وليس في شخصه وهذا قطعاً غير موجود لدى الصحفي البارع من التجريح في الفنان نفسه والابتعاد عما يقدمه من عمل وفن ورسالة..
في مسيرتنا المتواضعة واجهنا كل الأنواع التي ذكرتها سابقاً ولكن الموقف الذي ما زال عالقاً في ذهني وعجزت أن أجد تفسيراً له هو أن أحد الفنانين المشاهير كان قد تألق في فترة سابقة ليتدنى مستوى ما يقدمه للمشاهد وقمت بنقد عمله وما قدمه فقام بمقاطعتي فوراً ومسح رقمي كما طلب عدم اتصالي به أبداً علماً بأنني في أوج عطائه وتألقه وقفت معه إلا أنه نسي كل ما قدمناه لأجله رغم أننا لم نجرحه أو ننتقد شخصه أو نتعدى عملنا المهني؛ فهذه صورة من صور كثيرة ولكن لا نعتب على مثل هؤلاء فهذه ثقافتهم وتفكيرهم فيما يطمحون له فعقولهم لا تتعدى كونها (تمدحني أحبك تنتقدني أكرهك)!.

الموضوع الأصلي: الشهرة بريق خلاب وسلاح ذو حدين || الكاتب: ولد الجنوب || المصدر: منتدى همسات الغلا

https://hamsatq.com/

كلمات البحث

العاب ، برامج ، منتدى همسات الغلا ، هاكات ، استايلات

المصدر: منتدى همسات الغلا

---

hgaivm fvdr oghf ,sghp `, p]dk hg.ivm `, fvdr pghj d]dk ,sghp

تسلم آيدينك على روؤوعة طرحك
يعطيك آلف عآفية وً عسسآكِ علىـآلقوة
في آنتظآر روآئع جديدك آلقآدم
دمت بسسعآدهـ

همس الحنين
أتمنــــى لكـ من القلب .. إبداعـــاً يصل بكـ إلى النجـــوم ..

سطرت لنا أجمل معانى الحب

بتلك الردود الشيقة التي تأخذنا

إلى أعماق البحار دون خوف

بل بلذة غريبة ورائعة

دمت لنا ودام قلمك
اخوك
ولد الجنوب

سلمت أناملكـ الذهبية
ويعطيكـ ألف عافية
في أنتظار المزيد من عطائكـ الدائم
ومواضيعكـ الرائعة والشيقه
ودائما في تألق مستمر
حدائق من الجوري لسموكـ

هلاومليون مرحب
ميارا
تـوآجدك الرائــع ونــظره منك لموآضيعي هو الأبداع بــنفسه ..

يــســعدني ويــشرفني مروورك الحاار وردك وكلمااتك الأرووع

لاعــدمت الطلــّـه الـعطرهـ

بارك الله فيك على الطرح الرائع
الله يعطيك العافيه تحياتي وتقديري

لمها
اشكرك
على المرور العطر
بارك الله فيك
وزادك من الخير
تحياتي
ولد الجنوب