07-06-2014, 01:48 PM
|
|
الى لوالدتي
من غرفتي الصغيرة وتحت وطأة التكييف البارد أسمع صدى من بعيد عيناي الصغيرتين مغلقة لا مجال للتأكد إلا من خلال السمع علمت بأنه منبه الجوال يريد إخباري بأن لدى والدتي موعد بالمستشفى لا أعلم ماذا يحدث أصحى مبكرا كل يوم إلا حين يكون لدي أمر يتوجب علي إنهائه في الصباح فإن الكسل والخمول يتمكن ويتغلغل بين مفاصلي وعظامي فلا أستطيع النهوض من سريري المتهالك إستيقظت مجبرا وجاء دور الاهتمام بالبرستيج أخذت شاور سريع ولبست الزي الرسمي الثوب والشماغ وجلست أبحث عن العقال طويلا ويا لذكائي العجيب أبحث عن عقالي وهو في يدي أخرجت من دولابي عطر باهض الثمن وجلست أرش به شماغي وثوبي و الى المرآه فورا للتأكد من أن البرستيج على مايرام كانت والدتي ذو الستون عاما بانتظاري وبجانبها تمر وقهوة عربية إحتسيت فنجان أو اثنين وركبنا سيارتنا الفارهه كورولا موديل 2012 أدخلت سي دي الشيخ عبدالباسط لابد أن يبدأ صباحنا بآية من الذكر الحكيم ونحن في الطريق أتأمل في أرجاء مدينتي بينما والدتي تمارس هوايتها في سرد قصص حروب ومعارك جدي السادس عشر حتى وصلنا بسلام الى المستشفى ذهبت بوالدتي الى القسم الذي نريده وأنا جلست في صالة انتظار الرجال الى أن يأتي دورنا الصالة ممتلئة من كل الأحجام والأعمار كان بجانبي رجل كبير نوعا ما يتسخدم السواك وينظر الي بنظرات حاده قلت بيني وبين نفسي "يالله إنك تعدي هالصباح على خير" دخلت ممرضة سعودية بمعطفها الأبيض وبنقابها وبثقة تكاد لا ترى من أمامها تنادي بإسم المريض لا أخفيكم بأني شعرت بالفخر فأنا أحترم المرأة التي تعمل أكثر من غيرها وعند خروجها جاء دور الهمز واللمز " هذي مافيها خير- أهلها بنفسهم يبيلهم تربية- بالله من راح يتزوجها- لا أسمع إلا مصطلحات تنخر في الشرف والعفه مسكت جوالي وكتبت سطرين : رجال لا يرغبون بأن تعمل المرأة في المستشفيات وفي الوقت ذاته الرجال هؤلاء أنفسهم لايريدون أن يعالج نسائهم إلا نساء مثلهم وليس رجال كيف أستطيع تحليل وتفكيك هذا التناقض العجيب .!! عدنا الى المنزل وأنا أتمتم مع نفسي وأحرك يدي كالمجنون وأتساءل متى يتخلص مجتمعي من هذه العقليات التي لازالت تعتقد بأنها هي الصواب والزمن على خطأ..!
hgn g,hg]jd l,u] hg,hg]jd>
آخر تعديل ريشآن يوم
07-06-2014 في 03:44 PM.
|