25-03-2013, 03:31 PM
|
|
الشيخ الصالح والشيخ الطالح
لنعقد مقارنة بسيطة بين نموذجين من نماذج أهل العلم والدين قبل 7 قرون , وكيف أن صلاح أحدهما أقام راية الله والحق وأن طلاح أحدهما هدم أمة بأكملها , وتلك هي بطانة السلاطين فمن صلح منها أقام ملكه وماطلح منها هدم الدنيا فوق رأسه
*
كانت هناك قبائل في وسط آسيا اسمها المغول (التتار) وكان قد عظم شأنهم واشتد بأسهم فأرادوا أن يبسطوا نفوذهم على العالم فبدأت جيوشهم بالمسير محطمة كل الملوك والسلاطين ومدمرة لكل المدن وذابحة لكل من يقف في طريقهم من جيوش أو شعوب
*
فساروا حتى اقتحموا شرق الدولة الإسلامية وفي بغداد كان هناك الخليفة العباسي المستعصم وقد عين وزيره ابن العلقمي وكبير علمائه نصرالدين الطوسي لإدارة أمور الخلافة وقد تحكموا بكل شيء وتركوه غارقا في ملذاته ولهوه ولعبه متناسيا أمور البلاد والعباد
*
فلما أحس هؤلاء باقتراب المغول من بغداد أرادوا حماية أنفسهم وراسلوا جيش المغول وقائدهم وصالحوهم مقابل أن يسلموا لهم بغداد والخليفة فلما اقترب الجيش من بغداد أقنع الخائنان ابن العلقمي والطوسي الخليفة بأن يخرج من بغداد ومعه كل علماء الدين وكبار الأمراء لاستقبال المغول وإكرامهم
*
ولكن المغول أمسكوا بالخليفة وكل علماء المسلمين وأمرائهم وسحقوهم تحت حوافر الخيول ودخلوا بغداد فعاثوا فيها فسادا وقتلوا كل سكانها وقذفوا كل كتب العلم والدين في الأنهار فأصبح دجلة يجري تارة بلون دماء أهل بغداد وتارة بلون أحبار الكتب ولم يتوقفوا عند هذا الحد وانطلقوا نحو الشام يدمرون كل مايقف في طريقهم
*
وكان في مصر رجل دين اسمه العز بن عبدالسلام لما رأى اقتراب التتار من الشام ثم بعدها سيدخلون مصر توجه إلى الحاكم المملوكي قطز وقال له بكل جرأة وصراحة أنه كما جاء وأهله وذاقوا من خير مصر وماوجدوه من ترحاب في بلادهم ثم أصبحوا أمراء فيها فعليهم أن يسددوا حقها عليهم ويدافعون عنها ضد أي عدوان خارجي
*
واشتد نصح الشيخ الفقيه لأمراء مصر دون خوف أو تعب حتى شحذ هممهم واستنهضوا قواهم فأمروا بجباية الضرائب وجمع الأموال لتجهيز الجيوش ولكن الإمام الشجاع أمرهم أن لايجمعوا الضرائب ولكن عليهم أن يخرجوا كل مافي قصورهم وماتلبسه نساؤهم من الذهب والحلي فهذه كلها من خيرات هذه البلاد ويجب أن يعيدوها للدفاع عن هذه الأرض
*
فأطاعه الأمراء وجمعوا جبالا من الأموال من قصورهم وبيوتهم وحلي نسائهم وملابسهم وكل ماهو تحت أيديهم , فرأوا أنه لايكفي لتجهيز الجيوش فأرادوا فرض الضرائب على شعب مصر ولكن الإمام العادل رفض ذلك وقال أنتم جئتم إلى هذه البلاد عبيدا ومماليك ولا يوجد صك يثبت أن أحدا أعتقكم لوجه الله فيجب بيعكم مرة أخرى
*
وتنازل أمراء ومماليك مصر لأنهم تجردوا من كل قوة ودخلوا سوق نخاسة وباعهم العز بن عبدالسلام واشتراهم أغنياء مصر بأعلى مايمكن من أسعار حيث أخرج كبار التجار وأصحاب الأموال أموالهم للتقرب من الأمراء واشتروهم بأعلى الأسعار ودخل المال إلى بيت مال المسلمين ثم أعتقوهم لوجه الله وهكذا جمعت أكوام من الأموال وعندما رأى شعب مصر ذلك أخرج كل ماعنده عن طيب خاطر دون فرض جباية أو ضرائب
*
ولما قدمت رسل المغول إلى الأمير قطز يحملون رسالة كلها تهديد ووعيد وشر مستطر وهذا بعض الرسالة (إنا نحن جند الله في أرضه خلقنا من سخطه وسلطنا على من حل به غضبه فلكم بجميع البلاد معتبر وعن عزمنا مزدجر فاتعظوا بغيركم وأسلموا إلينا أمركم) أمر بذبحهم وتعليق رؤوسهم على أسوار المدينة حتى يعلم كل أهل مصر أن هؤلاء بشر وليسوا شياطينا كما شاعت الخرافات وقتئذ بأنهم لا يموتون
*
وسار جيش الله المظفر من مصر إلى فلسطين يقوده الأمراء بجانب العالم الجليل العز بن عبدالسلام والتقوا مع المغول في معركة عين جالوت بين مدينتي نابلس وبيسان الفلسطينيتن وكان ذلك في 25 من شهر رمضان المبارك
*
بدأت المعركة سجالا ولكن الجيش الإسلامي عمل خطة سريعة انطلت على المغول أدت إلى سحق جيشهم بأكمله ولم ينج منهم أي شخص أبدا وقد كان نصر الله مؤزرا وعادت بلاد الشام والعراق كلها لحكم المسلمين بعد تحريرها من أيدي هؤلاء الظلمة الجبارين
*
هذه كانت عين جالوت وكل أحداثها بدأت بخيانة علماء الدين الشيعة الروافض للأمة وانتهت بنصر علماء الدين السنة للإسلام وصلاح حكامهم الذي أحدثوه بشجاعتهم وموعظتهم الحسنة
hgado hgwhgp ,hgado hg'hgp hgahlo hgado hg'hgp ,hgado
|