ننتظر تسجيلك هنا


العودة   منتدى همسات الغلا > ۞ (المنتديات الاسلاميه) ۞ > ۞ همســـــات الإسلامي ۞

الملاحظات

الإهداءات
الصارم من مكه : يا واسع الُّلطفِ إنَّ الحالَ تعلمُهُ ربِّي لكَ الحمدُ في صفوٍ وفي كدرِ جمعة مباركة مقدما

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-01-2025, 05:40 PM
المؤمنه بالله متواجد حالياً
الاوسمة
الحضور الملكي 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 10120
 تاريخ التسجيل : 23 - 12 - 2024
 فترة الأقامة : 39 يوم
 أخر زيارة : 28-01-2025 (06:44 PM)
 المشاركات : 13,006 [ + ]
 التقييم : 22590915
 معدل التقييم : المؤمنه بالله يستحق التميز المؤمنه بالله يستحق التميز المؤمنه بالله يستحق التميز المؤمنه بالله يستحق التميز المؤمنه بالله يستحق التميز المؤمنه بالله يستحق التميز المؤمنه بالله يستحق التميز المؤمنه بالله يستحق التميز المؤمنه بالله يستحق التميز المؤمنه بالله يستحق التميز المؤمنه بالله يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أصناف الناس مع نعم الله سبحانه وتعالى




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

لا تَرْتَجِ الخلقَ؛ فالأبوابُ مُرْتَجَة ٌ
دون الحطام وباب الله مفتوحُ
والرّزقُ لو كان في أيدي الأنامِ أَبَوْا
أَنْ يشرَبَ الماَء مِنْ طُوفانِه نوحُ
لكنه في يدي من فضله أبداً
للطائعينَ وللعاصينَ مَمْنُوحُ


أما بعد.. فيا أيها الإخوة..

إن حقيقة التوحيد الذي يفلح صاحبه في الدنيا والآخرة هو تعليق القلب بالله ومعرفة أن الله هو المنعم على الحقيقة وأن يقطع العبد قلبه عن التعلق بالعباد فما العباد إلا أسباب يسخرهم الله تعالى وما من أحد تعلق بمخلوق إلا وخذل.



روى الترمذي بسند صحيح من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ وَمَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ فَيُوشِكُ اللَّهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ» [1].



فيجب على كل مسلم -أيها الإخوة- أن يجعل الهموم همّاً واحداً ألا وهو إرضاء الله تعالى وإحسان ما يلاقيه به يوم معاده إليه ووقوفه بين يديه حتى يوقى السوء ويلقى الخير كما قال تعالى: ï´؟ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ * حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ï´¾ [المؤمنون: 97 - 104].



وفي الصحيحين عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» [2].



ومن سبل إرضاء الله التي غفل عنها كثير من الناس شكره على نعمه وذلك بإضافتها إليه قولاً واعترافاً أولاً واستخدامها في طاعته ثانياً وحمده وذكره بها ثالثاً وهكذا فالعبد يتقلب ليل نهار في نعم الله ومع ذلك قليلاً إن شكره -سبحانه وتعالى- على ما أنعم عليه من نعمة وما أسدى إليه من منة، ومن كان حاله كذلك -أيها الإخوة- كان إيمانه ناقصاً وتوحيده غير تام، فإن الشكر رأس الإيمان وهو مبني على ثلاثة أركان اعتراف القلب بنعم الله كلها عليه وعلى غيره، والتحدث بها والثناء على الله بها والاستعانة بها على طاعة المنعم وعبادته سبحانه.



فقم واشكر الله الكريم بنهضة إليهمْ، فشكرُ اللّهِ للخلق لاَزِمُ.

أيها الحبيب إن الفضل في كل ما تعمل وتذر هو لله رب العالمين ولو لم يقدرك الله ما قدرت ولو لم يعنك ما استطعت فمتى تعرف أنك به، ولو لم يكن لك فلن تكون؟ ومن عرف هذا فقد عرف نفسه وعرف ربه يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-:

ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك أمرًا لم أشاهده من غيره وكان يقول كثيرًا: ما لي شيء ولا مني شيء ولا في شيء. وكان كثيرًا ما يتمثل: "أنا المكدِّي وابن المكدّي وهكذا كان أبي وجدي".



وكان إذا أثنى عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت وما أسلمت بعد إسلامًا جيدًا، قال ابن القيم: وبعث إلي في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطه وعلى ظهرها أبيات بخطه من نظمه:

أنا الفقير إلى رب البرياتِ
أنا المسيكين فى مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي
والخير إن يأتنا من عنده ياتي
لا أستطيع لنفسي جلب منفعة
ولا عن النفس لى دفع المضرات
وليس لي دونه مولى يدبرني
ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتي
إلا بإذن من الرحمن خالقنا
إلى الشفيع كما قد جاء في الآيات
ولست أملك شيئًا دونه أبدًا
ولا شريك أنا فى بعض ذرات
ولا ظهير له كي يستعين به
كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لي وصف ذات لازم أبدًا
كما الغنى أبدًا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمهم
وكلهم عنده عبد له آتى
فمن بغى مطلًبا من غير خالقه
فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكون أجمعه
ما كان منه وما من بعد قد ياتي


فأي ظلم أيها العبد يقع منك أعظم من أن يخلقك ربك من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم سواك رجلاً ورزقك من كل نعمة، وآتاك من كل ما سألته، ودفع عنك كل نقمة واستجاب لشكاتك وفرج كربك، ثم بعد هذا تحبس لسانك وجوارحك عن شكر نعمه، وربما تشكر غيره، إن هذا لهو النبأ العظيم أن ينزل خيره إليك متواتر، ولا يصعد منك إليه إلا الشر مستطيراً.



إن منا -أيها الإخوة- من إن شفاه الله وعافاه لا يذكر إلا مهارة الطبيب، وجهد الأولاد، ووفرة المال، وربما نظافة المستشفى وسرعة أداء الممرضات واختيار الحذاق من أصحابه لهذه المستشفى، وهكذا في سلسلة طويلة لا نمنع أبداً من الثناء عليها، لكن وللأسف ينسى في هذه السلسلة كلها أولها ومسببها وموجدها وخالقها صاحب النعمة الأولى والأخيرة في الشفاء ألا وهو الله الذي طببك قبل أن يطببك الطبيب، بل الذي هو فعلًا الطبيب وما الذي باشر الفحص والتشخيص إلا رفيق، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم والحديث أخرجه أبو داود وأحمد بسند صحيح عَنْ أَبِى رِمْثَةَ قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَعَ أَبِى فَرَأَى التي بِظَهْرِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ أُعَالِجُهَا لَكَ فإني طَبِيبٌ قَالَ «أَنْتَ رَفِيقٌ وَاللَّهُ الطَّبِيبُ». وفي رواية: طبيبها الذي خلقها"[3].



والأولى -أيها الإخوة- أن يجعل المسلم الحديث عن هذه الأسباب في ترتيبها الطبيعي ومكانها الصحيح وهو بعد رتبة فضل الله -عز وجل- فيقول: لولا الله ثم العلاج ما حصل الشفاء، ولولا الله ثم قوَّة الجيش لما حصل النصر.



وقد قال الله -عز وجل- مخبراً عن حال الكفار مع نعمه يحذرنا أن نكون مثلهم: ï´؟ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا ï´¾ [النحل: 83] فمن نسب النعم إلى غير الله فقط مثنياً شاكراً فإنه مما ينافي كمال التوحيد ويشبه حال الكفار بالعزيز الحميد بل فيه إنكار لنعمة الله بنسبتها إلى غيره وهذا نوع من جحودها.



وفي الحديث الذي أخرجه البخاري وغيره عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الخدري قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- في أَضْحًى - أَوْ فِطْرٍ - إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فإني أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ». فَقُلْنَ وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ». قُلْنَ وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ». قُلْنَ بَلَى. قَالَ «فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ». قُلْنَ بَلَى. قَالَ «فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا» [4].



وكفران العشير –أيها الإخوة- هو إنكار حسن عشرة الزوج لأجل موقف واحد كما في الرواية الأخرى "لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم تركت يوما قالت: ما رأيت منك خيرا قط"[5]، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم جعل كفران المرأة عشرة زوجها يُدخلها النار فكيف بمن جحد وأنكر نعمة العزيز الغفار.



ومن أضاف النعمة إلى غير الله تعالى ومنعها أن يضيفها إلى الله تعالى فقد أساء وأساء عقله فهذا يتضمن قطع إضافة النعمة عمن لولاه لم تكن وإضافتها إلى من لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً فضلاً عن غيره.



وقد كان المشركون يقولون عن نعم الله تعالى عليهم: هذا بشفاعة آلهتنا والشفاعة شفاعة الآلهة المزعومة هذه ليست شيئاً شرعيّاً ولا قدريّاً حتى ينسب إليها رزق أو نعمة أو خير ولكنه الشرك طمس على قلوبهم فأضافوا نسبة النعم إلى غير أسبابها فالأمر في ذلك على ما قال الله تعالى: ï´؟ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ï´¾ [البقرة: 10].



وفي الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجهني أَنَّهُ قَالَ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ». قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ «أَصْبَحَ مِنْ عبادي مُؤْمِنٌ بي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِى وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ» [6].



قال شيخ الإسلام: والله تعالى يذم من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به وهذا كثير في الكتاب والسنة.



قال تعالى: {ï´؟ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ï´¾ [الواقعة: 82] قال الحافظ ابن كثير أي تكذبون بدل الشكر، فهذه النعم تستحق الشكر منكم وأنتم تجعلون حظكم ونصيبكم من النعم التكذيب والكفر بها بدل الشكر والمعرفة لها [7].



وهكذا يذم سبحانه من كذب بنعمه أو أنكرها وجحدها ونسبها إلى غيره -عز وجل- فما من نعمة في الأرض ولا في السماء إلا منه قال تعالى: "وما بكم من نعمة فمن الله" وقد قص الله علينا ما كان ممن أنكر نعمه كيف آلت حاله وانتهت عاقبته كما قال -عز وجل-: "ï´؟ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا * هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ï´¾ [الكهف: 32 - 44].



فليحذر المسلم أن تجري على لسانه هذه الكلمات وإن لم يقصدها بقلبه من مثل لولا الكلب لسرقنا ولولا الريح لسلمنا ولولا المطر ما كسرت قدمي ولولا سعيه وجده ما صار غنيّاً وهكذا، وليجعل فضل الله أول ما يطرأ على لسانه.



وإذا امتلأ القلب بهذه الحقيقة - أيها الإخوة - وهي أنه ما من شيء في هذا الملكوت إلا والله هو الذي يفتحه وأنه هو الذي يغلق ما يشاء وأن كل النعم من المنعم سبحانه وأن الناس والعباد مجرد أسباب في ذلك لأثمر ذلك فيه ثمرات يجد حلاوتها ألذ وأشهى من كل شيء ولتمنى أن تكون الجنة في مثل حلاوة ولذة هذه اللحظات والثمرات قال تعالى: ï´؟ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ï´¾ [فاطر: 2].



يقول صاحب الظلال: في هذه الآية الثانية من السورة صورة من صور قدرة الله التي ختم بها الآية الأولى. وحين تستقر هذه الصورة في قلب بشري يتم فيه تحول كامل في تصوراته ومشاعره واتجاهاته وموازينه وقيمه في هذه الحياة جميعًا.



إنها تقطعه عن شبهة كل قوة في السموات والأرض وتصله بقوة الله. وتيئسه من مظنة كل رحمة في السموات والأرض وتصله برحمة الله. وتوصد أمامه كل باب في السموات والأرض وتفتح أمامه باب الله. وتغلق في وجهه كل طريق في السموات والأرض وتشرع له طريقه إلى الله.



ورحمة الله تتمثل في مظاهر لا يحصيها العد؛ ويعجز الإنسان عن مجرد ملاحقتها وتسجيلها في ذات نفسه وتكوينه، وتكريمه بما كرمه؛ وفيما سخر له من حوله ومن فوقه ومن تحته؛ وفيما أنعم به عليه مما يعلمه ومما لا يعلمه وهو كثير.



ورحمة الله تتمثل في الممنوع تمثلها في الممنوح. ويجدها من يفتحها الله له في كل شيء، وفي كل وضع وفي كل حال، وفي كل مكان.. يجدها في نفسه، في مشاعره؛ ويجدها فيما حوله، وحيثما كان وكيفما كان. ولو فقد كل شيء مما يَعُد الناس فقده هو الحرمان.. ويفتقدها من يمسكها الله عنه في كل شيء، وفي كل وضع، وفي كل حالة، وفي كل مكان. ولو وجد كل شيء مما يعده الناس علامة الوجدان والرضوان!



وما من نعمة – يمسك الله معها رحمته – حتى تنقلب هي بذاتها نقمة. وما من محنة – تحفها رحمة الله – حتى تكون هي بذاتها نعمة.. ينام الإنسان على الشوك – مع رحمة الله – فإذا هو مهاد. وينام على الحرير– وقد أُمسكت عنه – فإذا هو شوك القتاد. ويعالج أعسر الأمور – برحمة الله – فإذا هي هوادة ويسر.



ويعالج أيسر الأمور – وقد تخلت رحمة الله – فإذا هي مشقة وعسر. ويخوض بها المخاوف والأخطار فإذا هي هوادة ويسر وسلام. ويعبر بدونها المناهج والمسالك فإذا هي مهلكة وبوار!



ولا ضيق مع رحمة الله. إنما الضيق في إمساكها دون سواه. لا ضيق ولو كان صاحبها في غياهب السجن، أو جحيم العذاب أو في شعاب الهلاك. ولا سعة مع إمساكها ولو تقلب الإنسان في أعطاف النعيم، وفي مراتع الرخاء. فمن داخل النفس برحمة الله تتفجَّر ينابيع السعادة والرضا والطمأنينة. ومن داخل النفس مع إمساكها تدب عقارب القلق والتعب والنصب والكد والمعاناة!



هذا الباب وحده يُفتح وتُغلق جميع الأبواب، وتوصد جميع النوافذ، وتسد جميع المسالك.. فلا عليك فهو الفرج والفسحة واليسر والرخاء.. وهذا الباب وحده يغلق وتفتح جميع الأبواب والنوافذ والمسالك فما هو بنافع. وهو الضيق والكرب والشدة والقلق والعناء!



هذا الفيض يُفتح، ثم يضيق الرزق. ويضيق السكن ويضيق العيش، وتخشن الحياة، ويشوك المضجع.. فلا عليك. فهو الرخاء والراحة والطمأنينة والسعادة. وهذا الفيض يمسك. ثم يفيض الرزق ويقبل كل شيء. فلا جدوى. وإنما هو الضنك والحرج والشقاوة والبلاء!



المال والولد، والصحة والقوة، والجاه والسلطان.. تصبح مصادر قلق وتعب ونكد وجهد إذا أُمسكت عنها رحمة الله. فإذا فتح الله أبواب رحمته كان فيها السكن والراحة والسعادة والاطمئنان.



يبسط الله الرزق – مع رحمته – فإذا هو متاع طيب ورخاء؛ وإذا هو رغد في الدنيا وزاد إلى الآخرة. ويمسك رحمته، فإذا هو مثار قلق وخوف، وإذا هو مثار حسد وبغض، وقد يكون معه الحرمان ببخل أو مرض، وقد يكون معه التلف بإفراط أو استهتار.



ويمنح الله الذرية – مع رحمته – فإذا هي زينة في الحياة ومصدر فرح واستمتاع، ومضاعفة للأجر في الآخرة بالخلف الصالح الذي يذكر الله. ويمسك رحمته فإذا الذرية بلاء ونكد وعنت وشقاء، وسهر بالليل وتعب بالنهار!



ويهب الله الصحة والقوة – مع رحمته – فإذا هي نعمة وحياة طيبة. والتلذذ بالحياة. ويمسك نعمته فإذا الصحة والقوة بلاء يُسلِّطه الله على الصحيح القوي. فينفق الصحة والقوة فيما يحطم الجسم ويفسد الروح، ويدخر السوء ليوم الحساب!



ويعطي الله السلطان والجاه – مع رحمته – فإذا هي أداة إصلاح. ومصدر أمن. ووسيلة لادخار الطيب الصالح من العمل والأثر. ويمسك الله رحمته فإذا الجاه والسلطان مصدر قلق على قوتهما، ومصدر طغيان وبغي بهما، ومثار حقد وموجدة على صاحبهما لا يقر له معهما قرار. ولا يستمتع بجاه ولا سلطان، ويدخر بهما للآخرة رصيدًا ضخمًا من النار!



والعلم الغزير. والعمر الطويل. والمقام الطيب. كلها تتغير وتتبدل من حال إلى حال... مع الإمساك ومع الإرسال.. وقليل من المعرفة يثمر وينفع، وقليل من العمر يبارك الله فيه. وزهيد من المتاع يجعل الله فيه السعادة.



ورحمة الله لا تعز على طالب في أي مكان ولا في أي حال. وجدها إبراهيم عليه السلام في النار. ووجدها يوسف عليه السلام في الجُب كما وجدها في السجن. ووجدها يونس – عليه السلام – في بطن الحوت في ظلمات ثلاث. ووجدها موسى عليه السلام في اليم وهو طفل مجرد من كل قوة ومن كل حراسة، كما وجدها في قصر فرعون وهو عدو له متربص به ويبحث عنه. ووجدها أصحاب الكهف في الكهف حين افتقدوها في القصور والدور. فقال بعضهم لبعض: ï´؟ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ï´¾ [الكهف:16]. ووجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار والقوم يتعقبونهما ويقصون الآثار.. ووجدها كل من آوى إليها يأسًا من كل ما سواها. منقطعًا عن كل شبهة في قوة، وعن كل مظنة في رحمة، قاصدًا باب الله وحده دون الأبواب.



ثم إنه متى فتح الله أبواب رحمته فلا ممسك لها. ومتى أمسكها فلا مرسل لها. ومن ثم فلا مخافة من أحد ولا رجاء في أحد. ولا مخافة من شيء، ولا رجاء في شيء، ولا خوف من فوت وسيلة، ولا رجاء مع الوسيلة إنما هي مشيئة الله. ما يفتح الله فلا ممسك. وما يمسك الله فلا مرسل، والأمر مباشرة إلى الله.. ï´؟ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ï´¾.. يقدر بلا معقب على الإرسال والإمساك. ويرسل ويمسك وفق حكمة تكمن وراء الإرسال والإمساك وما بين الناس ورحمة الله إلا أن يطلبوها مباشرة منه، بلا وساطة وبلا وسيلة إلا التوجه إليه في طاعة وفي رجاء وفي ثقة وفي استسلام. [8].



أيها الإخوة! "إنها دعوة حرّى لليقين بأن الله -عز وجل- هو مسبب الأسباب ومقدر الأقدار وهو المعطي المانع الضار النافع لا مضادة لأمره ولا معقب لحكمه ولا محادة لقضائه يفعل ما يشاء ويختار، وحين يتم هذا اليقين في قلب فلا يمكن أبدًا في لحظة من اللحظات أن ينسب نعم الله إلى من سواه الذين لا يعدون أيضا أن يكونوا من خلق الله[9].



أيها الإخوة! إن نعم الله على الناس واضحة بينة، يرونها ويحسونها ويلمسونها، ولكنهم ينسون فلا يذكرون.



وحولهم السماء والأرض تفيضان عليهم بالنعم، وتفيضان عليهم بالرزق؛ وفي كل خطوة، وفي كل لحظة فيض ينسكب من خيرات الله ونعمه من السماء والأرض. يفيضها الخالق على خلقه. فهل من خالق غيره يرزقهم بما في أيديهم من هذا الفيض العميم؟ وجواب المسلمين والكافرين عن هذا السؤال معروف وهو: لا، لا خالق إلا الله، فإذا لم يكن هناك خالق رازق غير الله، فما لهم لا يذكرون ولا يشكرون؟ وما لهم ينصرفون عن حمد الله والتوجه إليه وحده بالحمد والابتهال؟ إنه ï´؟ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ï´¾ فكيف يصرفون عن الإيمان بهذا الحق الذي لا مراء فيه.. ï´؟ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ï´¾.. وإنه لعجيب أن ينصرف منصرف عن مثل هذا الحق، الذي يواجههم به ما بين أيديهم من الرزق. وإنه لعجيب أن ينصرف عن حمد الله وشكره من لا يجد مفرًّا من الاعتراف بذلك الحق المبين“[10].



ومن الناس -أيها الإخوة- من يرزقه الله -عز وجل- النعمة فيجعلها من نتيجة عمله وعاقبة جده وسعيه وينظر إلى نفسه باستحقاقها وأهليتها له.



كما قص الله علينا في القرآن في قصة قارون أنه قال: "إنما أوتيته على علم عندي" قال قتادةك أي علم بوجوه المكاسب.



وقال آخرون معناه: على علم من الله أنى له أهل وعلى شرف كما عنده، وكذب فإن المتفضل ابتداء وانتهاء هو الله رب العالمين.



وقال تعالى يتحدث عن هذا الصنف "ï´؟ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ * وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ï´¾ [فصلت: 49 - 51].



وقد قص علينا الصادق المصدوق قصة ثلاثة من بني إسرائيل أنعم الله عليهم بعد حاجة وأعطاهم بعد فقر ليبتليهم ويختبر إيمانهم فكانت عاقبة من شكر فضل الله الزيادة وعاقبة من جحدها ونسبها إلى نفسه الخسران والبوار والكساد ففي الصحيح عن أبي هريرة أنه سمع رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «إِنَّ ثَلاَثَةً فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى بَدَا لِلَّهِ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأَتَى الأَبْرَصَ. فَقَالَ أَىُّ شَىْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ، قَدْ قَذِرَنِى النَّاسُ. قَالَ فَمَسَحَهُ، فَذَهَبَ عَنْهُ، فَأُعْطِىَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا. فَقَالَ أَىُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الإِبِلُ - أَوْ قَالَ الْبَقَرُ هُوَ شَكَّ فِى ذَلِكَ، إِنَّ الأَبْرَصَ وَالأَقْرَعَ، قَالَ أَحَدُهُمَا الإِبِلُ، وَقَالَ الآخَرُ الْبَقَرُ - فَأُعْطِىَ نَاقَةً عُشَرَاءَ. فَقَالَ يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا. وَأَتَى الأَقْرَعَ فَقَالَ أَىُّ شَىْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ شَعَرٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّى هَذَا، قَدْ قَذِرَنِى النَّاسُ. قَالَ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ، وَأُعْطِىَ شَعَرًا حَسَنًا. قَالَ فَأَي الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْبَقَرُ. قَالَ فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً حَامِلاً، وَقَالَ يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا. وَأَتَى الأَعْمَى فَقَالَ أي شيء أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ يَرُدُّ اللَّهُ إِلَىَّ بَصَرِى، فَأُبْصِرُ بِهِ النَّاسَ. قَالَ فَمَسَحَهُ، فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ. قَالَ فَأَىُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْغَنَمُ. فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدًا، فَأُنْتِجَ هَذَانِ، وَوَلَّدَ هَذَا، فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ إِبِلٍ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَرٍ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْغَنَمِ. ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِى صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ، تَقَطَّعَتْ بِىَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي، فَلاَ بَلاَغَ الْيَوْمَ إِلاَّ بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بالذي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ في سفري. فَقَالَ لَهُ إِنَّ الْحُقُوقَ كَثِيرَةٌ. فَقَالَ لَهُ كَأَنِّى أَعْرِفُكَ، أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ فَقَالَ لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كَابِرٍ. فَقَالَ إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ، وَأَتَى الأَقْرَعَ فِى صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا فَقَالَ إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ. وَأَتَى الأَعْمَى فِى صُورَتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ وَتَقَطَّعَتْ بِىَ الْحِبَالُ فِى سفري، فَلاَ بَلاَغَ الْيَوْمَ إِلاَّ بِاللَّهِ، ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بالذي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا في سفري. فَقَالَ قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرِى، وَفَقِيرًا فَقَدْ أغناني، فَخُذْ مَا شِئْتَ، فَوَاللَّهِ لاَ أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بشيء أَخَذْتَهُ لِلَّهِ. فَقَالَ أَمْسِكْ مَالَكَ، فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ، فَقَدْ رَضِىَ اللَّهُ عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ» [11].



فعلى المسلم أن يتحرز في ألفاظه ويتحرى في كلماته، ولذلك حال متى بلغها الإنسان استطاع ذلك التحرز والتحري بيسر وسهولة.


كلمات البحث

العاب ، برامج ، منتدى همسات الغلا ، هاكات ، استايلات





Hwkht hgkhs lu kul hggi sfphki ,juhgn lu hggi hgkhs sfphki ,juhgn





رد مع اقتباس
قديم 03-01-2025, 10:44 PM   #2


الصورة الرمزية همس الروح
همس الروح متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5633
 تاريخ التسجيل :  27 - 11 - 2014
 أخر زيارة : اليوم (01:15 AM)
 المشاركات : 1,049,447 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Snow
افتراضي



جزاك الله خيرا ولا حرمك الأجر
بوركت وطرحك الطيب


 
 توقيع : همس الروح








رد مع اقتباس
قديم 03-01-2025, 10:46 PM   #3


الصورة الرمزية همس الروح
همس الروح متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5633
 تاريخ التسجيل :  27 - 11 - 2014
 أخر زيارة : اليوم (01:15 AM)
 المشاركات : 1,049,447 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Snow
افتراضي



جزاك الله خيرا ولا حرمك الأجر
بوركت وطرحك الطيب


 
 توقيع : همس الروح








رد مع اقتباس
قديم 03-01-2025, 11:28 PM   #4


الصورة الرمزية سمو المشاعر
سمو المشاعر متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9993
 تاريخ التسجيل :  21 - 8 - 2023
 أخر زيارة : اليوم (09:05 AM)
 المشاركات : 80,425 [ + ]
 التقييم :  107165418
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



الف شكـــر لك
على الطرح الرائع
اثابك الله الاجروالثواب
وجزيتي خيرا
وجعله في ميزان حسناتك


 
 توقيع : سمو المشاعر






رد مع اقتباس
قديم 04-01-2025, 02:51 AM   #5


الصورة الرمزية الصارم
الصارم متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  4 - 2 - 2010
 أخر زيارة : اليوم (07:26 AM)
 المشاركات : 106,791 [ + ]
 التقييم :  704964303
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : ظپط§ط±ط؛
افتراضي



الله يعافيك على طرحك اختي المؤمنه بالله
وجزاك الله خير على طرحك
الف شكر


 
 توقيع : الصارم



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أصناف , مع , الله , الناس , سبحانه , وتعالى , نعم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العقيدة الصحيحة وما يضادها البرنس مديح ال قطب ۞ همســـــات الإسلامي ۞ 16 11-11-2020 09:58 AM
علوه سبحانه وتعالى البرنس مديح ال قطب ( قسم الفتاوي الاسلامية ) 23 11-08-2020 01:04 PM
حكاية ساحر يمنى بعد ان من الله عليه بالتوبه الفارس المصرى ❀ همســــات قصص وروايات ❀ 12 26-02-2020 01:02 PM
فتاوي الحج ابن باز/ فعاليه مناسك الحج باربي ۞ همسات الحج والعمرة ۞ 13 26-08-2018 06:14 PM
قبل الحج .. مشاركة في فعالية الحج وضيوف الرحمن المها ۞ همسات الحج والعمرة ۞ 12 10-08-2018 09:08 AM


الساعة الآن 09:05 AM

أقسام المنتدى

¨°o.O (المنتديات العامه) O.o°¨ | ❀ همســـــات العام ❀ | ❀ همســـــات الترحيب والإهداءات ❀ | ❀ همســـــات الحوار والنقاش الجاد ❀ | ۞ همســـــات الإسلامي ۞ | ¨°o.O (المنتديات الأدبية) O.o°¨ | ❀ همســــات المقال و الخواطر والنثر للمنقول ❀ | ❀ همســــات شعر وشعراء للمنقول ❀ | ❀ همســــات قصص وروايات ❀ | ¨°o.O (المنتديات الأسـريـة) O.o°¨ | ❀ همســـات الديكور و الكروشيه ❀ | ❀ همسات عالم حواء ❀ | ❀ همســـات عالم آدم ❀ | ❀ همســـات التاريخ والتراث والأنساب ❀ | ❀ همســـات الرياضه ❀ | ( همســـات السيارات والدرجات الناريه) | ❀ همسـات الأخبار المحلية والعالمية ❀ | ❀ همســـات الصحه والطب ❀ | ¨°o.O (منتديات الرياضية والفن والتسلية) O.o°¨ | ❀ همســـات الترفيه والطرائف ❀ | (همسات الالعاب والتسليه ) | ❀ همســـات جـسـر الـتـواصــل ❀ | ❀ همســـــات المسلسلات العربيه والأجنبية ❀ | ¨°o.O (المنتديات الثقافية والفكرية) O.o°¨ | ❀ همســـــات English word ❀ | ❀ همسات الجامعة والطلبه والطالبات ❀ | ❀ همســـات الاسرة والحمل ❀ | ❀ همســـات المطبخ ❀ | ¨°o.O (منتديات اليوتيوب والصـور والأنمي والمسلسلات) O.o°¨ | ❀ همســـات الصور ❀ | ( لآئحة الشرف ) | ¨°o.O (منتديات الـتـقـنـيـة) O.o°¨ | ❀ همســـات الكمبيوتر والانترنت والبرمجيات ❀ | ❀ مجلات ودواوين همسات الغلا ❀ | ❀ همـسآت آلسويتش مآكس والتصاميم والجرافيكس ❀ | فارغ | ❀ همســـات الــ YouTube | ¨°o.O (منتدى المشرفين والادارة) O.o°¨ | (همســـات المواضيع المكرره والمحذوفه) | ❀ حصريات عدسة ومطبخ الأعضاء ❀ | ❀ حصريات بأقلام الاعضاء لم يسبق لها النشر ❀ | ❀ همسات مدونات الأعضاء [ blog ] ❀ | ( حصريات الأديبه همس الروح ) | ❀ أطروحات إحترافيه وبنود أدبية ) ❀ | ❀ همسات الوطن والعالم العربي ❀ | (همسات المسابقات والفعاليات ) | ۞ همسات الصوتيات والفلاشات الاسلاميه ۞ | ❀ همسات النثرْ و الخواطر والشعر بقلم العضو سبق نشرها ❀ | ❀ همسات جنان الكلمة ديزاين ❀ | ❀ همسات الأيفون و الأندرويد وسوشيال ميديا ❀ | (الخيمه الرمضانيه) | ¨°o.O (منتديات الفوتوشوب والسويتش ماكس) O.o°¨ | ركن الاديبة قَبَس | ❀ همسات حقيبة المصمم ❀ | ( قسم الفواصل والإكسسوارات لتنسيق المواضيع ) | ۞ (المنتديات الاسلاميه) ۞ | ۞ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ۞ | ۞ همسات القرآن الكريم وتفسيره ۞ | ❀ همسات تطوير الذات ❀ | قلعة عميدة الادباء البارزه | ( حدث في مثل هذا اليوم // هل تعلم ) | (همسات كرسي الإعتراف و ASK ME ) | ۞ همسات الحج والعمرة ۞ | ❀ همسات القصائد الصوتيه والمرئيه ❀ | (همسات الطفل ) | (حصريات ملاذ الفرح) | ( همسات أعز الحبايب الأم ) | ¨°o.O ( المنتديات الادارية ) O.o°¨ | ¨°o.O ( الاقسام الخاصه ) O.o°¨ | (همسات الترقيات وتكريم الاعضاء) | ❀ همســـات الأعضــــاء ❀ | ( همسات الثقافه العامه ) | ❀ همسات الألفيات و التهاني وتواصل الأعضاء ❀ | ❀ حصريات تطوير الذات والنقاش الحر ❀ | ❀ قسم الحيوانات والنباتات والاسماك ❀ | فارغ | ❀ الطيور المهاجره ❀ | (مكتب المدير العام) | ( مسابقات رمضان ) | ( قناة وحصريات البرنسيسه فاتنة ) | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | ( المدونات الخاصه blog ) | ( همسات العزاء والدعاء بالشفاء للمرضى ) | ( قسم خاص للأنمي ) | ( همسات الدوري الاوروبي وكأس العالم) | ❀ إستراحة الأعضـــــــاء والمقهى الأدبي ❀ | ❀ حصريات قناة همسات الغلا ❀ | O.o°¨( منتدي الحصريات الأدبيه )¨°o.O | ❀ حصريات التصاميم و 3d ❀ | ❀ حصريات المقالات ❀ | ( ومضات خواطر وشعر حصرية ) | ( همســات رابطة الأدباء ) | ملحقات الفوتوشوب وطلبات الرمزيات والتواقيع | °¨(حصريات الرسم والخط العربي)¨° | دآر عمدآء الأدب | ( قناة وحصريات الجوري ) | °¨( ورشة عمل الفعاليات والمواضيع )¨° | ❀ حصريات الروايات والقصص القصيرة ❀ | ( قناة و حصريات ميارا ) | ❀ حصريات الشعر والمساجلات ❀ | الارشيف الخاص بالهمسات | ( السيرة الذاتيه للاعضاء ) | (أكاديمية صـفوة الأقلام) | قلعة عميدة الادباء الدكتوره نور اليقين | (ركن المصمم بو خالد) | ركن الاديب أعذب ميسان | ( حصريات النـور ) | ❀ همسات تاريخ العرب وأنسابها وأيامها ❀ | قلعة عميد الادباء عبدالله الصالح | ركن الشاعرة سيدة الحرف | قلعة عميدة الادباء أرجوحة حرف | ركن الشاعر القارظ العنزي | قلعة عميدة الادباء هند | قلعة عميد الادباء نجم ضاوي | (حصريات الأديبة فاتنة ) | فارغ | ركن الاديبه غروب | ركن الاديبه ملك | ❀ همسات واحة الفعاليات الأدبية الدائمة ❀ | ( حصريات مبارك آل ضرمان ) | ( حصريات ابن عمان ) | ( المدونات الخاصه جدا blog ) | ( حصريات ريحانة بغداد وفلسطين ) | قلعة عميد الادباء البرنس مديح ال قطب | OO°¨( منتدي الحصريات )¨°OO | (المطبخ الرمضاني) | دورة الفوتوشوب المنوعة آلآحترافية | ركن الأديب البراء الحريري | قلعة عميدة الأدباء تيماء | همسات الردود المميزة والحصرية | ❀ حصريات الشروحات ❀ | ❀ تعليم مبادئ الكتابه وصقل المواهب الكتابية ❀ | ركن الأديبة هَدهَدة حرف | ❀ همسات ذوي الاحتياجات الخاصة ❀ | ❀ الشكاوي والاقتراحات الخاصه للحصريات ❀ | حصريات أمير الكتاب الاستاذ ليتك وهم | مدونة الدكتور الأديب لسان العرب | ركن الكاتبة مواليف البدر | ❀ همســـات اجتماع الاداريين ❀ | نجم الأسبوع | ركن الشاعر أحد الصابرين | ❀ همسات السياحة والسفر ❀ | ۞ قسم الأحاديث النبوية ۞ | ❀ همسات الرحلات البريه والقنص ❀ | ❀ همسات تطوير استايلات وعروض مجانيه ❀ |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
This Forum used Arshfny Mod by islam servant