ننتظر تسجيلك هنا



الملاحظات

الإهداءات
همس الروح من همسات الغلا : اللهم باركّ لنا في شهر شعبان وبلغنا شهر رمضان ونحن في احسن حال واعنا اللهم على صيامه وقيامه يارب العالمين الصارم من مكه : يا واسع الُّلطفِ إنَّ الحالَ تعلمُهُ ربِّي لكَ الحمدُ في صفوٍ وفي كدرِ جمعة مباركة مقدما

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 17-11-2018, 08:17 PM
ذابت نجوم الليل متواجد حالياً
Saudi Arabia    
الاوسمة
وسام المليونة الثالثة 
لوني المفضل red
 رقم العضوية : 5956
 تاريخ التسجيل : 3 - 6 - 2014
 فترة الأقامة : 3895 يوم
 أخر زيارة : اليوم (02:49 PM)
 الإقامة : في قلب همسات الغلاالحبيبه
 المشاركات : 3,335,952 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز ذابت نجوم الليل يستحق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي سلامة القلب



سلامة القلب (1)

مستودع الأفراح والأتراح، ومناط القبول والرد، وموطن الشعور والإحساس، ومضخَّة الحياة والدماء للأعضاء، عيِيَ الإنسان أن يشكر ربه على ما أنعم عليه من نعمة القلب، فبه يفكر ويقدر، يذكر ويتذكر، وبه يرتقي وينتقي، وعن طريقه يميز ويختار من ثَمَّ ويتخذ القرار، يتأمل فيما خلق الله من شيء فيوثِّق صلتَه بالله، وينطلق في الحياة نابضًا محبًّا جذابًا متجددًا، وإلا أصبح ميتًا فاقدًا للشعور والإحساس!

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألاَ وإن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلَح الجسد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب...)).

القلوب ثلاثة: سليم، وسقيم، وميت:
والقلب السليم ينجو يوم القيامة، لا بالمال ولا بالأولاد؛ وإنما بالسلامة: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 88، 89]؛ أي: الذي قد سلِم من كل شهوة تُخالف أمرَ الله ونهيَه، ومن كل شبهةٍ تعارض خبرَه، فسلِم من عبودية ما سواه، وسلم من الخضوع لغير الله، خلصت عبوديته لله تعالى إرادةً، وإنابةً، وإخباتًا، وخشيةً، وتوكلاً، ورجاءً، ومحبةً، ووفاءً، وخلص عمله لله، فإنْ أحب أحب في الله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله، يُوافِق ما جاء به القرآن والسنة، فيحبُّ رسول الله لا يتقدم بين يدَيْه قِيدَ أنملةٍ من قول ولا عمل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1]؛ أي: لا تقولوا حتى يقول، ولا تفعلوا حتى يأمر.

وجاء في الداء والدواء لابن القيم:
"ولا يتم له سلامته مطلقًا؛ حتى يسلم من خمسة أشياء:
• من شرك يناقض التوحيد.
•وبدعة تخالف السنة.
• وشهوة تخالف الأمر.
•وغفلة تناقض الذكر.
• وهوى يناقض التجريد والإخلاص".

القلب السليم إذا تُلِيَت عليه آيات الله، زادتْه إيمانًا، ووجل وخاف، خشع وخضع، كيف؟
هذا سلمان الفارسي فرَّ من المدينة من أجل آية سمِعها من فم الحبيب، لم يستطع أن يلحقه ثلاثة أيام، قال له: ((أين كنت يا سلمان؟))، قال له: آية سمِعتُها منك يا حبيب الله، وهي قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ﴾ [الفرقان: 65].

كانوا يشمون رائحة الجنة، فهذا أنس بن النَّضر يمرُّ عليه سعد بن معاذ فيقول له: يا سعد، والله إني لأشم رائحة الجنة دون أُحُدٍ!

ومن فضل الله علينا أنه ما جعل للذنوب رائحة، قال الحسن البصري: احمَدوا ربَّكم الذي لم يجعل من ذنوبكم رائحة، وإلا لما جلس مؤمن بجوار مؤمن.

وذُكِر أن امرأةً صلَّت خلف الحبيب، فلما انتهت الصلاة أغشي عليها، فأفاقوها ودعوا الرسول، فجاء وقال: ((ما لكِ يا أمة الله؟))، فقالت: سمعتك تقول في جهنم: لها سبعة أبواب، فاستشعرت أنه سيدخل كل عضو من أعضائي من باب، فقال: لا يا أمة الله، إنها سبعة منازل تلي بعضها، كل منزلة تشتد في حرِّها عن المنزلة التي فوقها سبعين ضعفًا، ومَن سيوضع فيها؟ قال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ [الماعون: 4، 5]، نُؤخِّر الظهر إلى العصر، والعصر إلى المغرب بدون عذر شرعي، فقالت: يا رسول الله، عندي سبعةٌ من العبيد أعتقتهم لوجه الله، لعل الله يعتقنا منها، فنزل جبريل للتو قائلاً: أقرِئ أمة الله منا السلام، وقل لها: بعتقك لعبيدك السبعة سدَّ الله عنك أبواب النار السبعة، وفتح لك أبواب الجنة الثمانية.

القلب السليم إذا سمع آيات الله تتلى عليه، تجده يرتجف ويخاف، فكان الصحابي إذا مرَّ بآية من آيات الجنة، شمَّ رائحتها، وإذا مر بآية من آيات النار، أحس بلسعها في جسده وقلبه.

صاحب القلب السليم إذا ذكَر الله خاليًا، فاضتْ عيناه، ويستشعر أن الإسلام ابنٌ من أبنائه، فيحيا فارسًا بالنهار راهبًا بالليل، قال ابن مسعود: "لا يكن أحدكم قطرب نهارٍ، جيفةَ ليل"؛ القطرب الذي هو ذكر النحلة، والمعنى: ناشط في النهار لكن في الليل جيفة ينام، والشيطان يعقد على رأسه ثلاث عقد، ويضربه على رأسه: نم عليك ليل طويل، فارقد!

القلب السليم يتقلَّب بين الخوف والرجاء، قال تعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا ﴾ [السجدة: 16]، عنده خوفٌ من الله وطمعٌ في رحمة الله، ﴿ يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 9].

مثل عمر رضي الله عنه، حيث قال: "لو نادى منادٍ يوم القيامة: كلُّ الناس في الجنة إلا واحدًا، لخشيتُ أن أكون أنا هذا الواحد، ولو نادى منادٍ يوم القيامة: كل الناس في النار إلا واحدًا، لرجوتُ من الله أن أكون أنا هذا الواحد".

وذاك الأعرابي لَمَّا قال للرسول عليه الصلاة والسلام: مَن سيحاسبنا يوم القيامة يا رسول الله؟ قال: ((الله))، قال: إذًا لا أبالي - كيف لا تبالي؟! - قال: إن الذي سوف يحاسبنا هو الكريم، وإن من صفات الكريم أنه إذا حاسب سامح، وإذا قدر عفا.

القلب السقيم قلبٌ تعتريه الذنوب، فيصير سقيمًا، لكن عند الإنابة والعودة، عند التوبة والأوبة، يتحوَّل إلى قلب سليم منيب، يخشى الله بالغيب ﴿ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾ [ق: 33].

قال قتادة: ﴿ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾، يقول: وجاء اللهَ بقلب تائب من ذنوبه، راجع مما يكرهُه الله إلى ما يرضيه، وقال أيضًا: أي منيب إلى ربه مقبل.

لكن الكارثة أن الإنسان الغافل صاحب القلب السقيم يستصغر الذنب، يحسبه طائرًا يهشه، ولا يعتبره جبلاً يهده، لا يستعظم هذا الذنب في حق من عصاه.

قال أهل العلم: لا تستصغرِ الذنب، ولكن انظُر إلى عِظَم مَن تعصيه!

وقال أهل العلم: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار.

عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه: قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تُعرَض الفتنُ على القلوبِ كالحصير عودًا عودًا، فأي قلبٍ أُشرِبَها نُكِت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصيرَ القلوب على قلبين: على أبيضَ مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مربادًّا كالكوزِ مُجَخِّيًا، لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشرِب من هواه)).

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن المؤمن إذا أذنب ذنبًا كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر، سقل منها قلبه، وإن زاد زادت حتى يعلق بها قلبه، فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14])).

هذا عمر رضي الله عنه عاش بقلبٍ سليمٍ منيب رجَّاع للحق، رُوِي عنه أنه قال يومًا للصحابة: ما بالكم إذا رأى أمير المؤمنين رجلاً يرتكب الفاحشة مع امرأة فأقام عليه الحد؟! قالوا: وجبت طاعة أمير المؤمنين، وعليٌّ قاعد، فقال: أمع أمير المؤمنين شهود ثلاثة؟ قال له: لا، قال: إذًا نُقِيم حدَّ القذف على أمير المؤمنين.

نعم، هؤلاء هم الناس!
يقول عمر: لا تغالوا في المهور، ولا يزيد أحدكم عن أربعمائة درهم، فقالت له امرأة: يا بن الخطاب، ما هذا الكلام الذي تقوله؟! ربنا يقول لك: ﴿ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 20]، فالله يأمرك بقنطار، وأنت تقول: أربعمائة؟! فطأطأ عمر رأسه، وقال: أصابت امرأةٌ وأخطأ عمر، حاججت أميركم فحاجَّتْه، كم أخطأ عمر في دين الله!

وهذا رجل قال رسول الله: إنه من أهل الجنة؛ لأنه لا يجد في نفسه لأحد من المسلمين غشًّا، ولا يحسد أحدًا على خيرٍ أعطاه الله إياه.

وكان رسول الله يقول: ((ما من قلبٍ إلا بين إصبعَيْن من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه))؛ لذلك كان يدعو ربه: ((اللهم يا مقلب القلوب، ثبِّت قلوبَنا على دينك، والميزان بيد الرحمن يرفع أقوامًا ويضع آخرين إلى يوم القيامة))؛ حديث صحيح على شرط مسلم.


الموضوع الأصلي: سلامة القلب || الكاتب: ذابت نجوم الليل || المصدر: منتدى همسات الغلا

كلمات البحث

العاب ، برامج ، منتدى همسات الغلا ، هاكات ، استايلات





sghlm hgrgf




 توقيع : ذابت نجوم الليل








فـي كفّهـا خاتـم وفـي خدّهـا خـال
وفي عينهـا غيـم وعمـارات وبيـوت !!
الخال شفته واضـحٍ مـن ورا الشـال
والخاتـم المـاس المرصـع بيـاقـوت

ماهي تشوف الشمس من ظل لــ/ ظـلال
ومصيافهـا مابيـن لـنـدن وبـيـروت
ومن صغر مبسمها شكى حالهـا الحـال
ما تاكـل الإ اللـوز والخـوخ والتـوت!!


::


رد مع اقتباس
قديم 17-11-2018, 08:18 PM   #2


الصورة الرمزية ذابت نجوم الليل
ذابت نجوم الليل متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5956
 تاريخ التسجيل :  3 - 6 - 2014
 أخر زيارة : اليوم (02:49 PM)
 المشاركات : 3,335,952 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : red
افتراضي



سلامة القلب


مَن منَّا لَم تمر عليه في حياته لحظاتٌ حملتْ فيها نفسُه الضغينة، أو طُوقت فيها عنقُه بسلاسل الحقدِ وحبائل العداء؟!

مَن منَّا لم تمرّ عليه لحظاتٌ استشعر فيها ظلمًا لم تستطعه نفسُه، ولم تقدرْ عليه جوارحُه؟!

فما قدَر إلا أنْ ينفثَ في وجْه خصْمه زفراتِ الحقدِ ونفثات الغلِّ، وتمنَّى لو ينتصر لنفسه، ويردع ذلك الآثم، ويرد كيدَه في نحرِه!

بحثتُ عن ذلك الإنسان فلمْ أجده، سألتُ مَن حولي، وأبحرتُ بقارب التنقيب، فما رجعتُ إلا بخُفَّي حُنين!

رجعتُ إلى نفسي طالبةً العلاجَ، وباحثةً عن الدواء، فعثرْتُ على هذه الدُّرَر في القرآن، وتلك النفائس في السُّنَّة.

يقول المولى - جل وعلا -: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34 - 35].

ويقول - جلَّ وعلا -: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43].

ويقول أيضًا: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 126 - 128].

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "كنَّا جلوسًا مع الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((يدخل عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة))، فطلع رجلٌ من الأنصار تَنْطِفُ لحيتُه مِن وضوئه، قد تعلَّق نعليه في يده الشمال، فلمَّا كان الغد، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مِثْل ذلك، فطلع ذلك الرجل مِثل المرة الأولى، فلمَّا كان اليوم الثالث، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل مقالته أيضًا، فطلع الرجل على مثل حاله الأولى، فلمَّا قام النبي -صلى الله عليه وسلم- تبعه - أي: تبع الرجل الممدوح - عبدالله بن عمرو بن العاص، فقال للرجل: إنِّي لاحيتُ أبي فأقسمتُ ألا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيتَ أن تؤويني إليك حتى تمضي - أي: هذه الأيام الثلاث - فعلتَ؟ قال: نعم، قال أنس: وكان عبدالله يحدِّث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث، فلم يره يقوم من الليل شيئًا، غير أنه إذا تعارَّ وتقلَّب على فراشه ذَكرَ الله - عزَّ وجل - وكبَّر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبدالله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرًا، فلما مضت الثلاث ليالي، وكدتُ أحتقر عملَه، قلت: يا عبدالله، إني لم يكن بيني وبين أبي غضبٌ ولا عداء، ولكنِّي سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لك ثلاثَ مِرَارٍ: يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة، فطلعت أنت الثلاث مرار، فأردتُ أن آوي إليك؛ لأنظر ما عملك فأقتدي به، فلم أركَ تعمل كثيرَ عملٍ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟!

فقال الرجل: ما هو إلا ما رأيتَ، قال: فلمَّا ولَّيْتُ دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيتَ، غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشًّا، ولا أحسد أحدًا على خيرٍ أعطاه الله إياه، فقال عبدالله بن عمرو: هذه التي بلغت بكَ، وهي التي لا نطيق"؛ الحديث صحَّحه المنذري، وضعَّفه الألباني.

سلامة القلوب نعمة من الله - تعالى:
يقول الله - عز وجل -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 10]، وفي قولِ النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبعْ بعضكم على بيْع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يكذبه، ولا يخذله، التقوى ها هنا - وأشار إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشرِّ أن يحقرَ أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرامٌ؛ دمه، وماله، وعِرْضه))؛ رواه الإمام مسلم في "صحيحه".

والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وهذه النعمة العظيمة قد ضاق بها أعداءُ الإسلام، وعملوا جاهدين لتفكيك أواصر الأُمَّة، وزرْع أسباب الفُرقة والتنازُع فيها؛ لتذهب ريحُ الأُمَّة وقوَّتُها، وليسهل إذلالُها وقهرها والسيطرة عليها، وكما يقولون: فَرِّق تَسُد، ومِن أقوى وسائل الأعداء في هذا: وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئيَّة، وما تبثُّه من الأخبار الكاذبة والمحرَّفة التي تزرع الشرَّ والفِتَن، وأسباب الكراهية والحِقد والفُرْقة بين المسلمين، فالواجبُ على الجميع التصدِّي لمثْل هذه الدعاوى التي لا همَّ لها إلا أن توغرَ صدور المؤمنين بغرَض النَّيْلِ منهم، والواجب علينا مُقاومتها ومجاهدتها ومحاربتها بكلِّ السُّبُل؛ ليعودَ الصَّفاء والحبُّ للأُمَّة الإسلاميَّة، والله الموفِّق.

ما معنى سلامة القلب؟
سلامة القلب: هي طهارته منَ الحقد والغلِّ.

ولكنها ليستْ بالأمر الْهَيِّن، فالإنسان مِنَّا قد يجاهد نفسَه؛ حتى يحسن مكابدة الليل وقيام ساعاته، ولكنه قد لا يستطيع أن يزيلَ من قلبه كلَّ شيءٍ فيه على إخوانه المسلمين، متعلِّلاً أنَّ هذا الأمر ليس بيده، وليس في مقدوره، والله سيُحاسبنا على ما نستطيع، بل إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: ((اللهُمَّ هذا قَسْمِي فيما أملِك، فلا تلمني فيما تملِك ولا أملِك))؛ رواه أبو داوود.

ولكنه هو القائل -صلى الله عليه وسلم- لما سُئِل: أيُّ الناسِ أفضل؟ فقال: ((مخموم القلب، صدوق اللسان))، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: ((هو التقي النقي، لا إثم فيه، ولا غِلَّ ولا حسَد))؛ رواه ابن ماجه، وصحَّحه الألبانيُّ.

فقولُه -صلى الله عليه وسلم-: ((فلا تلُمني فيما تملِك ولا أملِك))، لا يَعني أنه كان يحمل في قلْبه لواحدة من أزواجه - رضي الله عنهنَّ - أيَّ غِلٍّ أو حِقْدٍ أو غيره، لكنَّه كان يحب بعضهُنَّ أكثر من بعض، وهذا لا مَلامة فيه.

لماذا سلامة القلب؟
• لأننا ما خُلقنا إلا لعبادة الله وحدَه؛ يقول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وسلامة القلب ونقاؤه من الأمور الْمُعِينَة على الإخلاص في العبادة، وخلو القلب من الأمراض دليلُ صِدْق محبَّة الله - تعالى.

• لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن في الجسد مُضغة إذا صلَحتْ صلح الجسد كله، وإذا فسَدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))؛ رواه مسلم.

• لأنَّ نتائج سلامة القلْب طيبة ومُبْهرة على الفرْد والمجتمع؛ فقد يصلح المجتمع بأَكْمله بهذا الخُلق المفْقود، وقد تعودُ للأمة كثيرٌ من الصفات الطيبة التي فَقَدَتها، فلو توحَّدتِ القلوب وتآلفتْ، لقويت الأمة قوةً قد لا تتحقق لها بالتقدُّم الذي أحرزته الأُمم في مجالاتٍ كثيرة.

• لأنه من حُسن الخُلق وجمال النفس، فهو سبيل لنَيْل الدرجات العُلى في الجنة، ومرافقة النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ يقول: ((إن أقربكم منِّي منْزلاً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا))؛ حسَّنه الألبانيُّ.

صور مُختصرة مِن حرْص الصحابة والسلَف على سلامة القلب:
- لمَّا أتى أبو سفيان على سلمان، وصُهيب، وبلال في نفرٍ، قالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عُنق عدو الله مأخذها، فقال أبو بكر - مستدركًا لعلَّه يُطيِّبُ خاطر الرجل الذي يُرجى إسلامه -: أتقولون هذا لشيخِ قريش وسيِّدهم؟ لعلَّها عبارة أراد أن يتألَّفَ بها قلب الرجل، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال: ((يا أبا بكر، لعلَّك أغضبتَ إخوانك من أَجْل هذا المشرك - قبل إسلامه - رضي الله عنه - يا أبا بكر لعلَّك أغضبتهم؛ لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبتَ ربَّك))، فأتاهم أبو بكر، فقال: يا إخوتاه، أغضبتكم؟ قالوا: لا، ويغفر الله لك يا أخي"؛ رواه مسلم.

•ابن عباس حَبْر الأمة وتُرْجمان القرآن، دعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يعلِّمه الله القرآن، ففتح الله على ابن عباس أشياءَ كثيرة في تفسير كتابه، كان ابن عباس يتمنَّى لو أنَّ جميع المسلمين يعلمون ما يعلم من تفسير الآية إذا مرَّ بها، ولم يكن يتمنَّى أن يتفرَّدَ بالعلم؛ ليكونَ بارزًا بينهم، متميِّزًا عليهم! طَهُرَت قلوبُهم، فَعَلاَ شأنُهم.

• وأما عن أُمهات المؤمنين - رضي الله عنهنَّ - أجمعين، فقد قالت عائشة - رضي الله عنها -: دعتني أُمُّ حبيبة؛ أي: زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند موتها، فقالت: قد يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك، فقلتُ - أي: عائشة -: غفر الله لك كلَّه وحللك من ذلك، فقالت أُمُّ حبيبة: سررتِني، سرَّك الله"، تقول عائشة: وأرسلتْ أمُّ حبيبة إلى أُمِّ سَلَمَة، فقالتْ لها مِثل ذلك.

• ويقول ابن عباس - رضي الله عنه -: "وإني لأسمع أنَّ الغيث قد أصاب بلدًا من بلدان المسلمين فأفرح به، وما لي به سائمة".

• وهذا أبو دجانة - رضي الله عنه - لما دُخِلَ عليه وهو مريضٌ، كان وجْهُه يتهلَّل، فقِيل له: ما لوجْهك يتهلل؟ فقال: ما مِن عمل شيءٍ أوثقُ عندي من اثنتين؛ كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى كان قلبي للمسلمين سليمًا.

• كان بعض أصحاب ابن تيميَّة الأكابر يقولون: وددتُ أني لأصحابي كابن تيميَّة لأعدائه وخصومه، وما رأيته يدعو على أحدٍ من خصومه قطُّ، بل كان يدعو لهم، وجئته يومًا مُبشِّرًا بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذًى له من أصحاب المذاهب، فنهرني، وتنكع لي واسترجع، وقال: إنا لله وإنَّا إليه راجعون، أما أخبرت بمَوْت الرجُل، ثم قامَ مِن فورِه إلى بيت أهله - أي: أهل الميِّت - فعزَّاهم، وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمرٌ تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه، فسُّروا به ودعوا له.

الخطوات العمليَّة المُعِينَة على سلامة القلب وتنقيته من كلِّ حقدٍ أو غِلٍّ على المسلمين:
• كثْرة الاستعاذة من الشيطان الرجيم ووسوسته وكيده؛ يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الشيطان قد أيسَ أن يعبده المصلُّون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم))؛ رواه مسلم.

• الدُّعاء بصدْق وإلحاحٍ أن يرزقَك قلبًا سليمًا مُحبًّا للآخرين؛ فقد كان مِن دُعائه -صلى الله عليه وسلم-: ((اللهم إنِّي أسألك قلبًا سليمًا)).

وردِّدْ يا أخي الحبيب: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ [الحشر:10]، واسأل الله حُسن الخُلق؛ فإن العبد ليدركُ بحُسن الخُلق درجة الصائم القائم.

• عدم الغَفْلة، وكثرة ذكر الله -تعالى- فالشيطان لا يتسلَّل إلا لقلبِ غافلٍ لاهٍ، فلو وجدَ الإنسانُ في قلبه شيئًا على أحدٍ من إخوانه، ثم إنه بحث وفتَّش عن السبب، وبدأ العلاج، لتحسَّنَ قلبُه، ولَشُفِيَ ما به - بإذن الله.

• أن تضعَ نفسَك مكان الطَرَف الآخر، وأن تنظرَ للأمور مِن جميع الجوانب، وليس من جانبك وحدَك.

• العفو والمُسامَحة؛ ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى:40]، فتذكر حُسن الثواب الذي أعدَّه الله -تعالى- لمن طهر قلبه من الأمور المُعِينَة على ذلك - بإذن الله - وتذكر قول الله - كما سلف -: ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 35].

والذي يكرمه الله بذلك لن يتركه الشيطان؛ فقد قال - عز وجل - بعد ذلك: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 36], فأخبر - سبحانه وتعالى - بالعلاج لما قد يحصلُ من كَيْد الشيطان، وهو الاستعاذة مباشرة.

همْسة أخيرة:
• أحْسِنِ الظنَّ بالآخرين، والْتَمِسْ لهم الأعذارَ، فإنْ لَم تجدْ فقُلْ: لعلَّ لأخي عُذرًا لا أعلمه، أو لعلَّه نَسِي، وذلك لا يحصلُ إلا بالمجاهدة.



 
 توقيع : ذابت نجوم الليل








فـي كفّهـا خاتـم وفـي خدّهـا خـال
وفي عينهـا غيـم وعمـارات وبيـوت !!
الخال شفته واضـحٍ مـن ورا الشـال
والخاتـم المـاس المرصـع بيـاقـوت

ماهي تشوف الشمس من ظل لــ/ ظـلال
ومصيافهـا مابيـن لـنـدن وبـيـروت
ومن صغر مبسمها شكى حالهـا الحـال
ما تاكـل الإ اللـوز والخـوخ والتـوت!!


::



رد مع اقتباس
قديم 17-11-2018, 08:19 PM   #3


الصورة الرمزية ذابت نجوم الليل
ذابت نجوم الليل متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5956
 تاريخ التسجيل :  3 - 6 - 2014
 أخر زيارة : اليوم (02:49 PM)
 المشاركات : 3,335,952 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : red
افتراضي



سلامة القلوب

الحمد لله العالم بأحوال العباد، ومُصَرِّفِ القلوبِ على ما شاء وأراد، سبحانه لَهُ تلهَجُ الألسنة الشاكرةُ بمجامع الحمدِ والثَّنَاء، وله المجد والسلطان والعلاء.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فلله أمر القلوب! ما أعجبَها! وما أسرعَ أحكامَها وتقلباتِها! وما أشدَّ أثرَها على حياة الناس وحركة العباد! وسبحان مَن خلقها وجعلها ملوك الأبدان، ومصرفة الأحكام بالميل والنوى، والقرب والبعاد.

ألا وإن هدف الإنسان أن يحيا بقلب خالٍ من العلل والأمراض، بعيدٍ عن الكآبات والأحزان، ذلك أمل كل مَن له قلب يحيا به ويعيش.

والناس في ذلك ما بين صاحب قلبٍ سليم، مُزاحِ العلل والأوضار الجسمية والروحية، المانعة لتشرُّبِ نور الهداية؛ فهو على نورٍ مِنْ رَبِّهِ، وما بين معلول بقلبه، قد أصابته بعضُ الأوجاع في الأوردة والشرايين، وتحالفت عليه أمراض ثِقَال، تُدْنِيه من الضعف والموت، وما بين صاحبِ قلبٍ ميت، قد أثخنته المعصية بالجراح، حتى أدركه مثواه الأخير، فصاحب هذا القلب يحتاج إلى مَن يُعَزيه؛ لأنه صاحب بلوى، قد مات الأمير المحرِّك لتصرفاته وشؤونه، والمصيبة أنه لا يشعر بذلك؛ بل ولا يتصور أصلاً أن له من هذا الكلام نصيبًا.

وهناك قلب مقارف العلل، على شفا حفرة من التردِّي والسقوط، فكل أعماله لا تنفع صاحبها؛ لأن حاله دائر بين القسوة والنفاق والحسد، وغيرها من أمراض القلوب الفتاكة، وهذا هو معظم حال الناس؛ إلا مَن رحم الله - تعالى - فهذا القلب وأشابهه هو المعول عليه، وهو الذي يجب الإسراعُ بإخراجه من الظلمات إلى النور، والقيام بعملية إسعاف فورية قبل أن يضيع بالموت، برغم أن مَن يحمله يسعى على قدمين.
وليبدأ الإنسان عملية الإصلاح الشاملة بالقلب؛ إنه سيد الأعضاء، والقيِّم عليها، ومحركها وآمرها؛ قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((إن في الجسد مضغةً، لو صلَحتْ لصلَح الجسدُ كله، ولو فسدتْ لفسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب))؛ (رواه البخاري 52، بسند صحيح عن النعمان بن بشير)، فإذا كان السيد أعوجَ، فما حيلة العبيد؟! والسيد هو القلب المسيطر بمشيئته على الجوارح، والعبيد هم بقية أعضاء البدن.

ويوم القيامة ستنجلي القيمة العظمى للقلب السليم، الذي سيذهب بكل حطام الدنيا الذاهب مع فنائها؛ قال الله - تعالى -: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].

بركاتُ القلب السليم:
وهنيئًا لمن داوم على إصلاح قلبه، وتعهَّدَه بحسن الرعاية والمتابعة، وحفِظَه من أغيار السوء، التي تُنَكس أعلام فطرته، وتجنح به إلى مهاوي السقوط.

إن المؤمن متى داوم على ذلك، ضَمِن وراثة النعيم في جنات الخلود؛ بل ويبشره النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - بذلك، فأول زمرة يدخلون الجنة: ((لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد))؛ (البخاري 3245، بسند صحيح عن أبي هريرة)، وعنه أيضًا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يدخل الجنة أقوام، أفئدتهم مثل أفئدة الطير))؛ (مسلم 2840، بسند صحيح)؛ وذلك لأنهم جاهدوا على طريق الهداية وطهارة القلوب فى الدنيا، فكانت مكافأتهم من جنس أعمالهم؛ أليس هم الذين طلبوا من ربهم ذلك؟! قال الله - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا ﴾ [الحشر: 9]، هكذا كان حالهم في الدنيا، وقد أكرمهم ربهم - سبحانه - بما طلبُوه وتمنَّوْه؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ [الحجر: 47].


وصاحب القلب السليم يفوز بالنعت الجميل من النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - وذلك كما جاء في الحديث: "قيل: يا رسول، أيُّ الناس أفضل؟"، قال: ((كل مخموم القلب، صدوق اللسان))، قالوا: "صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟"، قال: ((التقي النقي، الذي لا إثم فيه، ولا بغي، ولا حسد))؛ (المنذري في "الترغيب" 4/ 33، عن عبدالله بن عمرو بن العاص، بسند صحيح).
ولا تزال طهارة القلب بالعبد، حتى تكون سببًا له في قبول أعماله الصالحة؛ فإن الله - تعالى - يَقبَل العمل ما صاحبتْه نيةٌ صالحة، أما أهل الشحناء والبغضاء، فهم موقوفون عن القبول حتى يتم الصلح بينهم؛ قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((تُعرض الأعمال كلَّ اثنين وخميس، فيغفر الله - تعالى - في ذلك لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئًا، إلا امرءًا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا))؛ (مسلم 2565، بسند صحيح عن أبي هريرة).

أمارات القلب السليم:
والقلوب لها أمارات بها تعرف، وتظهر معادنها ومخبَّآتها، والجسد هو المترجم الحثيث عن آمالها وظواهرها، قال الشاعر:
إِنَّ الكَلاَمَ لَفِي الفُؤَادِ وَإِنَّمَا ♦♦♦ جُعِلَ اللِّسَانُ عَلَى الفُؤَادِ دَلِيلاَ


وقد يتذوق الناس طعمَ مشاعرهم بالإحساس؛ ولكنَّ هناك أمورًا ظاهرة، وإشاراتٍ باديةً يعرف أولو الألباب من خلالها بعضَ الأسرار الباطنة، التي تبدو أماراتها على العالم الخارجي في ظاهر البدن، فتبوح عن القلوب بأسرارها.

وهكذا؛ يمكن التعرف على بعض العلامات الخاصة بالقلب السليم، والتي منها:
♦ أنه مرتحل دائمًا عن الدنيا، حتى يحل بالآخرة، وينزل إلى ساحاتها المرهوبة، حتى يظن مَن يرى صاحبَ هذا القلب أنه من أبناء الآخرة، وليس من أبناء الدنيا، ويرى الناسُ من صفاته أنه جاء إلى الدنيا كالغريب الذي يمر بأرض قومٍ؛ حتى يقضي حاجةً منها، ثم يعود إلى قومه وأهله ووطنه؛ قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - لعبدالله بن عمر: ((كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل، وعُدَّ نفسك من أهل القبور))؛ (البخاري 5037).

فكلما صحَّ القلب مِن مرضه واستقام، وسَلِم من آفات الدنيا، ترحَّل منها إلى الآخرة حتى يصير من أهلها، وكلما مرض القلب واعتل، آثر الدنيا، وركن إليها، واستوطنها، وإحساس الغربة الآسر في نفس المؤمن، هو الشعور الدال دومًا على سلامة قلبه، وسمو فطرته؛ لأن آماله تتلخص في الجنة، ميراث أبيه الأول آدم - عليه السلام -:
فَحَيَّ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنَّهَا
مَنَازِلُنَا الأُولَى وَفِيهَا المُخَيَّمُ

وَحَيَّ عَلَى رَوْضَاتِهَا وَخِيَامِهَا
وَحَيَّ عَلَى عَيْشٍ بِهَا لَيْسَ يُسْأَمُ

وَلَكِنَّنَا سَبْيُ العَدُوِّ فَهَلْ تُرَى
نَعُودُ إِلَى أَوْطَانِنَا وَنُسَلِّمُ



♦ ومن أمارات سلامة القلب: أن صاحبه يَحنُّ إلى الطاعة ويهواها، كما يشتاق الجائع إلى الطعام، والظمآن إلى الماء، والعليل إلى الدواء؛ لأنه يرى في الطاعة راحة الروح، وملء فراغاتها بعيدًا عن مواطن التهلكة.

♦ ومن أمارات سلامة القلب: أنه متعلق دائمًا بربه ومولاه، فهو يأرز إلى التوبة والإنابة، ويتعلق بالله تعلُّقَ الحبيب الصبِّ بحبيبه، فلا يرى راحة، ولا فلاحًا ولا نعيمًا إلا برضا ربه، وقربه والأنس به، فيسكن إليه، ويأوي إليه، ويفرح به، ويخافه ويرجو رحمته، ويتوكل عليه، ويدمن ذكره عند جلاَّسه وفى نفسه، فإذا حصل له ذلك، اطمأنَّ وزال اضطرابه وقلقه، وانسد باب الفقر من عينيه، وجاءت أعلام السلامة من كل سبيل.

قال بعض العارفين: "مساكين أهل الدنيا؛ خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما هو؟ قال: محبة الله، والأنس به، والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره وطاعته"، وقال أبو الحسن الوراق: "سلامة القلب في ذكر الحي الذي لا يموت، والعيش الهني: الحياة مع الله لا غير".

♦ ومن علامات سلامة القلب: ذهاب الهم والغم، وحصول الراحة مع الصلاة والصيام وسائر القربات.

♦ ومن العلامات أيضًا: أن صاحب القلب السليم يشح بوقته على الدنيا وتوافهها أشدَّ من شح البخيل بماله، دارجًا عمره كله في ظلال قوله - تعالى -: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162].

أمراض القلوب:
لو وُجِّه سؤالٌ إلى أحد من الناس عن أمراض البدن، لعرَفها وذكر منها: السكري، والضغط، والفالج، والجلطات، والعمى، والسرطان، والإيدز، والطواعين... وغيرها مما يشتهر بين الناس؛ ولكن هل نحن على علم، أو مجرد معرفةٍ بأمراض القلوب؟ خصوصًا وإن القلب معرضٌ دائمًا لفيروس المرض المهلك، والقاتل لإدراك هذا القلب؛ روى حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تُعرَض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودًا عودًا، فأي قلب أُشرِبها، نُكتتْ فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها، نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين: قلب أبيض مثل الصفا؛ فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مُرْبَادًّا – مقحطًا - كالكوز مُجَخِّيًا - فارغًا مقلوبًا - لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا؛ إلا ما أُشرب مِن هواه))؛ (ذكره الألباني في "صحيح الجامع" 2960، بسند صحيح).

عوارض المرض:
ولكل مرض عارضٌ يُظْهره؛ فمرض اليد: أنْ يتعذر عليها البطش، ومرض اللسان: أن يتعذر عليه النطق، ومرض البدن: أن يتعذر عليه حركته الطبيعية.
أما مرض القلب، فهذا شيء آخر، بحيث يتعذر عليه ما خلَقَه اللهُ له مِن معرفته ومحبته، والشوق إلى لقائه، والإنابة إليه، وإيثاره على كل شهوة، وتذكُّره عند كل نعمة ونقمة؛ يقول ابن القيم - رحمه الله -: "فلو عرَف العبد كل شيء ولم يعرف ربه، فكأنه لم يعرف شيئًا، ولو نال كل حظٍّ من حظوظ الدنيا، ولذاتها، وشهواتها، ولم يظفر بمحبة ربه، والشوق إليه، والأنس به - فكأنه لم يظفر بلذة، ولا نعيم، ولا قرة عين".

قد يمرض القلب ويشتد مرضه، وصاحبُه لا يعرف ولا يشعر به؛ لأنه مشغول عن ذلك؛ بل قد يموت القلب - عياذًا بالله - وصاحبه لا يشعر بموته.
وعند التأمل في حياة كثير من الناس، تجدهم أبعد شيء عن ربهم، وعن الصدق معه، وعن دينهم، وعن القيام بمسؤولياته، ترى الذنوب والفواحش التي يستحيي إبليس مِن تصوُّرها، ترى المعاصي على كل لون، وبألف طريقة، ترى الناس في غفلة، وشرود، ولهوٍ، وصدٍّ عن سبل الهدى والفلاح، وما الرين، وغلبة الهوى، والقسوة، وجمود العين، وموت الضمير، وعدم الندم على فعل المعصية، وغير ذلك - كله ما هو إلا صور تستجلب العبر من أمراض القلوب، التي عمَّت بها البلوى، وإلى الله المشتكى؛ ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾ [الأنبياء: 1 - 3].

كيف يتذوق الإنسان طعم الحياة بجسم متيقظ على الشهوات والمعاصي، وبقلب مريض أو ميت؟! بل كيف يتذوق طعم الإيمان، وعنده هذه العوائق والعقبات؟ إن مرض القلب أو موته هو التفسير المنطقي لحياة كثير من البشر الذين استيقظت شهواتهم، وماتت قلوبهم.

ومن الناس مَن يشعر بمرض قلبه، ولكن يشتد عليه تحملُ مرارة الدواء والصبر عليها، وتارة يوطِّن نفسه علي الصبر، ثم ينفسخ عزمه، فيرجع عن الطريق، ولا سيما عند قلة الرفيق، وعند الوحدة، فحاله يقول لو نطق: أذهب مع الناس حيث ذهبوا، وهذه حال أكثر الخلق.

علامات مرض القلب:
وللقلب المريض علامات تميزه عن غيره؛ منها:
♦ أن صاحب القلب المريض ينفر دائمًا من الأغذية النافعة، ولا أنفع للقلب من هدايات الدين، المتمثلة في الكتاب والسنة، وهدي السلف الصالح - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - فمَن آنس من نفسه هذا المعنى، فليوقن بأن قلبه فيه عطب حينما ينفر من أغذية القلب؛ كحضور مجالس العلم، وتلاوة القرآن، وحلقات التعليم والمدارسة؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82].

♦ أن صاحب القلب المريض لا تؤلمه جراحاتُ المعاصي، والقبائح التي يرتكبها، ولا يزال يعمل القبيح، ولا يرعوي، ولا يتعظ إذا وُعظ؛ فهذا قلب محروم من التوفيق بجراح القسوة.

♦ بل إن القلب المريض يجد صاحبُه لذةً في المعصية إذا عملها، ويجد راحة بعدها، ولا يلدغ ضميرَه شيءٌ من الندم.

♦ أن صاحب القلب المريض يقدِّم الأدنى على الأعلى، ويهتم بتوافه الأمور وينسى أعلاها، ويقدم العاجلة على الآجلة، والقلب أساسًا مثل الطائر، كلما اقترب من الأرض وتسفل، اقترب من الآفات، وكلما علا، بَعُد عن الآفات والمكاره.

♦ومن علامات القلب المريض: أن صاحبه يكره الحقَّ، ويضيق صدرُه به، وأسوأ منه مَن يجادل في ذلك.

♦ ومن علامات القلب المريض: أن صاحبه يكره الصالحين، ويتوحش منهم، ويتألف أهل المعصية، ويأنس بالمذنبين.
أسباب معينة على سلامة القلب:
وهناك من الأمور ما يعين اللهُ به على المحافظة على القلب حتى يظل سليمًا؛ منها:
♦ الدعاء الدعاء، فهو باب من أبواب الراحة القلبية، حينما يلجأ العبد إلى ربه ومولاه؛ لأنه على يقين أنه ما بعد الدعاء إلا الإجابةُ، قال الله - تعالى -: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، وليُكثر المؤمن من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالثبات على الدِّين، حيث كان - صلى الله عليه وسلم - يلهج دومًا بهذا الدعاء: ((يا مقلب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك))؛ (الترمذي 3522، عن أم سلمة، بسند حسن)، وليستعن بالله - تعالى - في دفع خطرات السوء إذا هيجها الشيطان، أو عوارض الدنيا، وليقل مع الصحابة والصالحين: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ [الحشر: 10]، واسأل الله دومًا أن يعينك على قلبك.

♦ حسن الظن بالناس، وعدم تفسير المواقف وحملها على الظن السيئ؛ فقد قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، وقال - تعالى -: ﴿ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ﴾ [الأنعام: 120].

دخل رجل على الإمام الشافعي وهو مريض، فقال: قوَّى الله ضعفك يا إمام، فقال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني، قال الرجل: والله ما أردتُ إلا الخير، قال الشافعي: أعلمُ أنك لو سببتَني ما أردتَ إلا الخير.

♦ الدفع بالحسنى، قال الله - تعالى - ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [فصلت: 34]، وليس هذا من باب الضعف أو العجز؛ ولكنه من الكياسة وحسن الخلق، ثم إن ذلك يبعد الشُّبه التي تخطف القلبَ من صاحبه، وتُوقِعه في شرك التخيلات الوهمية السامة.
♦ الهدية باب من أبواب صلاح القلوب بين أطراف المجتمع، فقد ورد قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((تهادوا تحابوا))؛ (أخرجه العراقي في "هامش الإحياء" 2/53 عن أبى هريرة بسند جيد)؛ فالهدية تذهب بسخائم القلوب، وتعيد لها عافيتَها، وصدق مَن قال:
أَحْسِنْ إِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلُوبَهُمُ ♦♦♦لَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الإِنْسَانَ إِحْسَانُ


وأخيرًا:

تعهَّد قلبَك بالرعاية؛ لأنه متقلب، واختبر مشاعره وأحاسيسه دومًا، واصنع له متابعات دائمة من الاكتشاف المبكر للأمراض التي تحاول الاقتراب منه، واعلم بأن القلب لا يمكن أن يحيا بلا قُوتٍ ولا غذاء، فكما أن البقول والفواكه والمشروبات وغيرها أغذية الجسم، فالطاعة والتعلم وصنوف العبادة وغيرها - من أهم الأغذية النافعة للقلب.

♦ واعلم: بأن صاحب القلب المريض لا يرى الأشياء على حقيقتها، ولا يرى الناس على حقيقتهم، ولا يعرف الحياة على حقيقتها؛ لأن العبرة ليست بنواظر العيون، وإنما ببصيرة القلوب؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179].

ويقول أبو فراس:
وَتَاللَّهِ مَا الأَبْصَارُ تَنْفَعُ أَهْلَهَا♦♦♦إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلمُبْصِرِينَ بَصَائِرُ



أما القلب الميت، فنسأل الله له الرحمة.

والحمد لله في بدء وفي ختم.


 
 توقيع : ذابت نجوم الليل








فـي كفّهـا خاتـم وفـي خدّهـا خـال
وفي عينهـا غيـم وعمـارات وبيـوت !!
الخال شفته واضـحٍ مـن ورا الشـال
والخاتـم المـاس المرصـع بيـاقـوت

ماهي تشوف الشمس من ظل لــ/ ظـلال
ومصيافهـا مابيـن لـنـدن وبـيـروت
ومن صغر مبسمها شكى حالهـا الحـال
ما تاكـل الإ اللـوز والخـوخ والتـوت!!


::



رد مع اقتباس
قديم 17-11-2018, 08:26 PM   #4


الصورة الرمزية باربي
باربي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7407
 تاريخ التسجيل :  25 - 9 - 2016
 أخر زيارة : 27-05-2022 (07:28 PM)
 المشاركات : 182,067 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Jordan
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
بالانـاا أنا فخــورهـ
وانانيتــي تأبى الوقوف عند تأثير الريااحـ

لوني المفضل : Hotpink
افتراضي





 

رد مع اقتباس
قديم 17-11-2018, 08:37 PM   #5


الصورة الرمزية ميارا
ميارا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3158
 تاريخ التسجيل :  19 - 7 - 2012
 أخر زيارة : 20-05-2023 (09:06 PM)
 المشاركات : 940,004 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Kuwait
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ياكم تمنيت السعادة
بدنياي وشفت
السعادة تبتعد ماتبيني


يارب امنحني
قلبا يتحمل
جروحه وألالامه
لوني المفضل : Crimson
افتراضي



طرح في غاية الروعة بارك الله فيك
جزآآك الله خيـــر على الطرح القيم
وجعله الله في ميزآآن حسنآآتك
وان يرزقك الفردووس الاعلى من الجنه
الله لايحرمنآآآ من جديــدك
تحيــآآتي
دمت بود


 
 توقيع : ميارا
















وحدك يالله تدرك عمق
ما أشعر به فكن معي دائما
_ _ _ _

يبقى الكتمان مريح
رغم انه مؤذي داخليا
_ _ _ _
اشعر بخيبه
مثل ذالك السجين
الذي سمحوا له
بالزياره مرا واحد في السنه
ولم يأتي احد لزيارته


مواضيع : ميارا



رد مع اقتباس
قديم 17-11-2018, 10:13 PM   #6


الصورة الرمزية تيماء
تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,098 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي





جزاك الله خيرا على طرحك العظيم
أسأل الله لك الخبير العليم
راحة تملأ نفسك
ورضى يغمر قلبك
وعملاً يرضي ربك
وسعادة تعلو وجهك
ونصراً يقهر عدوك
وذكراً يشغل وقتك
وعفواً يغسل ذنبك
و فرجاً يمحوا همك
اللهم اجعلنا من ورثة جنتك
وأهلا لنعمتك
وأسكنّا قصورها برحمتك
وارزقنا فردوسك الأعلى
حنانا منك ومنا
و إن لم نكن لها أهل
فليس لنا من العمل
ما يبلغنا هذا الأمل
إلا حبك وحب رسولك
صلى الله عليه وسلم
جزآك الرحمن الغفران
وأجزل لك العطاء والإحسان
وأسبغ عليك رضوانا يبلغك أعالي الجنان
وأبعدك عن جهنم وسعير النيران
لك وافر الشكر والإمتنان
دمت ودمنا على طاعة الرحمن
والحمد لله رب العالمين
بارك الله فيك



 
 توقيع : تيماء









z.s




رد مع اقتباس
قديم 18-11-2018, 12:28 AM   #7


الصورة الرمزية البرنسيسه فاتنة
البرنسيسه فاتنة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4429
 تاريخ التسجيل :  3 - 2 - 2014
 أخر زيارة : 15-07-2023 (04:13 PM)
 المشاركات : 1,067,868 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Jordan
لوني المفضل : red
افتراضي



جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
دمتِم بسعاده لاتغادر روحكم


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القلب , سلامة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نصف المصابين بنوبات القلب مدخنون غلا الكويت ❀ همســـات الصحه والطب ❀ 11 19-04-2015 04:06 PM
القلب السليم ميارا ۞ همســـــات الإسلامي ۞ 14 17-03-2015 04:36 PM
سلامة قلبك من التعب غلا الكويت ❀ همســـات الصحه والطب ❀ 8 02-08-2014 05:24 PM
70 %من مرضى القلب يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار // القروب الأخضر الاداره ❀ همســـات الصحه والطب ❀ 9 27-04-2014 03:48 AM
عيوب القلب الخلقية و متلازمة داون همسات حبك ❀ همسات ذوي الاحتياجات الخاصة ❀ 15 11-04-2014 11:27 AM


الساعة الآن 02:50 PM

أقسام المنتدى

¨°o.O (المنتديات العامه) O.o°¨ | ❀ همســـــات العام ❀ | ❀ همســـــات الترحيب والإهداءات ❀ | ❀ همســـــات الحوار والنقاش الجاد ❀ | ۞ همســـــات الإسلامي ۞ | ¨°o.O (المنتديات الأدبية) O.o°¨ | ❀ همســــات المقال و الخواطر والنثر للمنقول ❀ | ❀ همســــات شعر وشعراء للمنقول ❀ | ❀ همســــات قصص وروايات ❀ | ¨°o.O (المنتديات الأسـريـة) O.o°¨ | ❀ همســـات الديكور و الكروشيه ❀ | ❀ همسات عالم حواء ❀ | ❀ همســـات عالم آدم ❀ | ❀ همســـات التاريخ والتراث والأنساب ❀ | ❀ همســـات الرياضه ❀ | ( همســـات السيارات والدرجات الناريه) | ❀ همسـات الأخبار المحلية والعالمية ❀ | ❀ همســـات الصحه والطب ❀ | ¨°o.O (منتديات الرياضية والفن والتسلية) O.o°¨ | ❀ همســـات الترفيه والطرائف ❀ | (همسات الالعاب والتسليه ) | ❀ همســـات جـسـر الـتـواصــل ❀ | ❀ همســـــات المسلسلات العربيه والأجنبية ❀ | ¨°o.O (المنتديات الثقافية والفكرية) O.o°¨ | ❀ همســـــات English word ❀ | ❀ همسات الجامعة والطلبه والطالبات ❀ | ❀ همســـات الاسرة والحمل ❀ | ❀ همســـات المطبخ ❀ | ¨°o.O (منتديات اليوتيوب والصـور والأنمي والمسلسلات) O.o°¨ | ❀ همســـات الصور ❀ | ( لآئحة الشرف ) | ¨°o.O (منتديات الـتـقـنـيـة) O.o°¨ | ❀ همســـات الكمبيوتر والانترنت والبرمجيات ❀ | ❀ مجلات ودواوين همسات الغلا ❀ | ❀ همـسآت آلسويتش مآكس والتصاميم والجرافيكس ❀ | فارغ | ❀ همســـات الــ YouTube | ¨°o.O (منتدى المشرفين والادارة) O.o°¨ | (همســـات المواضيع المكرره والمحذوفه) | ❀ حصريات عدسة ومطبخ الأعضاء ❀ | ❀ حصريات بأقلام الاعضاء لم يسبق لها النشر ❀ | ❀ همسات مدونات الأعضاء [ blog ] ❀ | ( حصريات الأديبه همس الروح ) | ❀ أطروحات إحترافيه وبنود أدبية ) ❀ | ❀ همسات الوطن والعالم العربي ❀ | (همسات المسابقات والفعاليات ) | ۞ همسات الصوتيات والفلاشات الاسلاميه ۞ | ❀ همسات النثرْ و الخواطر والشعر بقلم العضو سبق نشرها ❀ | ❀ همسات جنان الكلمة ديزاين ❀ | ❀ همسات الأيفون و الأندرويد وسوشيال ميديا ❀ | (الخيمه الرمضانيه) | ¨°o.O (منتديات الفوتوشوب والسويتش ماكس) O.o°¨ | ركن الاديبة قَبَس | ❀ همسات حقيبة المصمم ❀ | ( قسم الفواصل والإكسسوارات لتنسيق المواضيع ) | ۞ (المنتديات الاسلاميه) ۞ | ۞ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ۞ | ۞ همسات القرآن الكريم وتفسيره ۞ | ❀ همسات تطوير الذات ❀ | قلعة عميدة الادباء البارزه | ( حدث في مثل هذا اليوم // هل تعلم ) | (همسات كرسي الإعتراف و ASK ME ) | ۞ همسات الحج والعمرة ۞ | ❀ همسات القصائد الصوتيه والمرئيه ❀ | (همسات الطفل ) | (حصريات ملاذ الفرح) | ( همسات أعز الحبايب الأم ) | ¨°o.O ( المنتديات الادارية ) O.o°¨ | ¨°o.O ( الاقسام الخاصه ) O.o°¨ | (همسات الترقيات وتكريم الاعضاء) | ❀ همســـات الأعضــــاء ❀ | ( همسات الثقافه العامه ) | ❀ همسات الألفيات و التهاني وتواصل الأعضاء ❀ | ❀ حصريات تطوير الذات والنقاش الحر ❀ | ❀ قسم الحيوانات والنباتات والاسماك ❀ | فارغ | ❀ الطيور المهاجره ❀ | (مكتب المدير العام) | ( مسابقات رمضان ) | ( قناة وحصريات البرنسيسه فاتنة ) | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | ( المدونات الخاصه blog ) | ( همسات العزاء والدعاء بالشفاء للمرضى ) | ( قسم خاص للأنمي ) | ( همسات الدوري الاوروبي وكأس العالم) | ❀ إستراحة الأعضـــــــاء والمقهى الأدبي ❀ | ❀ حصريات قناة همسات الغلا ❀ | O.o°¨( منتدي الحصريات الأدبيه )¨°o.O | ❀ حصريات التصاميم و 3d ❀ | ❀ حصريات المقالات ❀ | ( ومضات خواطر وشعر حصرية ) | ( همســات رابطة الأدباء ) | ملحقات الفوتوشوب وطلبات الرمزيات والتواقيع | °¨(حصريات الرسم والخط العربي)¨° | دآر عمدآء الأدب | ( قناة وحصريات الجوري ) | °¨( ورشة عمل الفعاليات والمواضيع )¨° | ❀ حصريات الروايات والقصص القصيرة ❀ | ( قناة و حصريات ميارا ) | ❀ حصريات الشعر والمساجلات ❀ | الارشيف الخاص بالهمسات | ( السيرة الذاتيه للاعضاء ) | (أكاديمية صـفوة الأقلام) | قلعة عميدة الادباء الدكتوره نور اليقين | (ركن المصمم بو خالد) | ركن الاديب أعذب ميسان | ( حصريات النـور ) | ❀ همسات تاريخ العرب وأنسابها وأيامها ❀ | قلعة عميد الادباء عبدالله الصالح | ركن الشاعرة سيدة الحرف | قلعة عميدة الادباء أرجوحة حرف | ركن الشاعر القارظ العنزي | قلعة عميدة الادباء هند | قلعة عميد الادباء نجم ضاوي | (حصريات الأديبة فاتنة ) | فارغ | ركن الاديبه غروب | ركن الاديبه ملك | ❀ همسات واحة الفعاليات الأدبية الدائمة ❀ | ( حصريات مبارك آل ضرمان ) | ( حصريات ابن عمان ) | ( المدونات الخاصه جدا blog ) | ( حصريات ريحانة بغداد وفلسطين ) | قلعة عميد الادباء البرنس مديح ال قطب | OO°¨( منتدي الحصريات )¨°OO | (المطبخ الرمضاني) | دورة الفوتوشوب المنوعة آلآحترافية | ركن الأديب البراء الحريري | قلعة عميدة الأدباء تيماء | همسات الردود المميزة والحصرية | ❀ حصريات الشروحات ❀ | ❀ تعليم مبادئ الكتابه وصقل المواهب الكتابية ❀ | ركن الأديبة هَدهَدة حرف | ❀ همسات ذوي الاحتياجات الخاصة ❀ | ❀ الشكاوي والاقتراحات الخاصه للحصريات ❀ | حصريات أمير الكتاب الاستاذ ليتك وهم | مدونة الدكتور الأديب لسان العرب | ركن الكاتبة مواليف البدر | ❀ همســـات اجتماع الاداريين ❀ | نجم الأسبوع | ركن الشاعر أحد الصابرين | ❀ همسات السياحة والسفر ❀ | ۞ قسم الأحاديث النبوية ۞ | ❀ همسات الرحلات البريه والقنص ❀ | ❀ همسات تطوير استايلات وعروض مجانيه ❀ |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
This Forum used Arshfny Mod by islam servant