ميلاد جديد لحياة...
أملا في غد أفضل...!!
وقتها قد أستطيع النظر في عيناك دون خوف أو رهبة..!!
أحتضنك...
أستجمع لحظاتى معك..
ويلفنى سريان عطرك...
ينخلع القلب مني أحيانا كثيرة...
عند كل طلقة بارود أعتقدها مصوبة الي قلبي ...أو قلبك..!!
عند كل دانة مدفع أراني وقد غادرت هذه الحياة ولن أراك مرة أخري...
آآآآه رحمتك يا خالق السموات والأرض..!!
أحاول أن أتجلد كثيرا...فلا أملك الا هذا..
ودموعي التى تساقطت غصبا علي كلماتى لك
في كل يوم جديد يحذونى أمل جديد
اعرف أنه وهم يتجدد..!!
لم يبقي لي ألا الشجن..!!
وأمل في غد أفضل..
في لقاء جديد معك يا حبيب أيامي التى لم أعد أهتم لها اطويلة هي أم قد تنتهي لحظاتها بعد أو قبل نهايتى من كتابة هذه الكلمات...!!
حبي ..وقبلاتى...لك وحدك ألي أن يشاء الله..!
كانت شهد قد انتهت من كتابة رسالتها لزوجها ..وأن كانت في شك هل سوف تصل رسالتها لزوجها في هذه الظروف الصعبة القاسية
ولماذا لا تصيب هذا المنزل المهتريء مما أصابه من دانات وطلقات للطائرات...!! لماذا لا يصاب بدانة او مقذوف فيتحول لأنقاض في ثوانى وكل شيء ممكن تتوقعه في مثل هذه الظروف الصعبة...لم يعد أحدا أمنا او مطمئنا ان يمر به النهار او الليل سالما ...!!
عندما كانت تصف طاولات القهوة علي الرصيف الملاصق
بينما خلت من الجالسين فيما عدا ثلاثة رجال دخلوا في مناقشة هامة وجدال وهم يحتسون الشاي بالنعناع واحدهم يدخن الأرجيلة
وعلي الطاولة المعدنىة ذات الارجل الثلاث والمجاورة له كيس من المعسل وعلبة فارغة من السجائر
يبدو ان الثلاثة رجال كانوا غرباء عن الحي ...!!
اغمض الرجل ذو النظارة السميكة والرذاذ المتطاير من فمه عيناه وهو يستمع الي اصوات نرد الطاولة وخبطات الدومينو علي الطاولة
بينما انشغل عامل القهوة في رش نشارة الخشب امام المقهى بعد ان رش بعضا من المياه لعلها تلطف حرارة هذا الجو الخانق
لم يعد الشارع يختنق بالعربات والمارة والصناديق والمارة والاجولة والانفاس المتلاحقة
تصاعدت في الوقت نفسه رائحة الشواء من عربة عم رائد..
حتى كتاكيت ام فتحي التى كانت تطلقها في الشارع منذ الصباح كي تلتقط فتات الاكل الذي يقذفه الجيران من الشبابيك المطلة علي الشارع...
وفي سيارة كانت تقف الي جانب المقهى علا صوت مكبر الصوت في يد رجل كان يجلس الي جوار سائق السيارة
حلت فترينة زجاجية امام المقهي مصفوف بها قطه صغيرة من الكنافة والبسبوسة يقف امامها ابن عم سعيد يبيع للمارة ما تيسر من الحلوى...
طائرة تحدث فرقعة شديدة عندما اخترقت جدار الصوت أحدث دويا هائلا...ومع الفرقعة يبدأ الخوف مرة أخري في أعين نزلاء المقهي الثلاثة...
أختلطت أحاديث الرجال الثلاثة عن الطائرات والقذائف وما تحطم من منازل والتهجير وخيام غير ادمية للمهجرين...!
أختلطت مع روائح مختلفة...بخور وبقايا أسماك وتقلية.... وماء غسيل..... وأحتراق أشياء...!!
في المنزل الذي يعتلي المقهي وحيث غرفة عليا يقبع فيها الاستاذ أحمد المعلم كانت اطرافه ترتعد مع أهتزازات جدران الغرفة لمرور الطائرة الاسرع من الصوت وهو يردد يارب سلم..يارب سلم...!
ومن نافذة الغرفة الخشبية ألقي نظرة علي ساحة الميدانوكأنه كان يودع فيها الميدان والحي وماتبقي من سكان...!!
وقف من تبقي من سكان الحي يترحمون علي من ذهب في تلك الغارة القاسية التى لم تترك بيتا قائما ألا وأتت عليه..!!
لم يعرفه أحد ولم يحاول التقرب لأحد طوال الفترة الزمنية التى قضاها في هذا البيت..
كان يظل قابعا في غرفته لا يغادرها الا للذهاب الي السوق القريبة لقضاء حوائجه..
او عندما يمر علي المقهى فيلقي السلام او يرده مضطرا بالرغم من ان الجيرة وحدها هى التى فرضت عليهم ان يعرف بعضهم البعض وان لم يتبادلا الكلام..!!
ولم تعرفه سوي زوجته التي التمست الذهاب بأطفالها الثلاثة الي المخيم فارة بعمرها مع من ذهب من اهل الحي
في صباح اليوم التالي كان كل شيء قد تبدل في المكان ..
أختفت عربة الشواء مضي بها عم رائد بعيدا ..وأغلقت القهوة أبوابها..!!
عندما أطمئن الرجل ذو النظارة الطبية السميكة والرذاذ المتطاير من فمه أن العربات قد حملت ما تبقي من السكان..نظر نظرة ملية للمكان كان يودع المكان بنظرة أخيرة ..وفي نفس كأنه يردد سوف نعود اليك يوما ما ..
وأشار بيده للعربات كي تتحرك ..
في السيارة الامامية كانت تجلس رغد....
وقبل ان تميل السيارة في أنحناءة الطريق كانت تستعيد صورة زوجها الذي ذهب لزيارة أهله في المخيم ولم يعد بعد آملة بلقائه هناك..!!
كانت ترسل نظرة طويلة وكأن عيناها لاتريد مغادرة المكان...
تتأمله جيدا وكأنها كانت تريد أن تحفر هذا المنظر الأخير في وجدانها...!!!.
........ .وكأنها لن تعود أليه مرة آخري..!!
أنتهت....
وألي لقاء آخر في قصة آخري
خالص تحياتى...
الحقوق محفوظة.....
........ علاااء
