قبل عدة سنوات كتبت الجزء الأول من هذا الموضوع
وأنا اليوم أطرح الجزء الثاني من هذا الموضوع .
هيا لننطلق أحبتي مع الصحابي أبو أيوب رضي الله عنه :
إيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــهٍ ... أبا أيوب
الكل يغبطك
الكل يتمنى أن يكون مكانك
كل هذا الجمع ... فرحتهم برؤية الرسول صلى الله عليه وسلم أنستهم كل الشيء .
أما أنت : أيها السعيد ... أبا أيوب .... فرحتك برؤية المصطفى جعلتك تُفكر بهذه ... الفكرة .. الرائعة .. المذهلة .. التي يَغْبِطُكَ عليها كُلٌّ مُسْلِمٍ موحد إلى يوم الدين .
أيها السعيد ... أبا أيوب .... سعادتك بنجاح هذه الخطة العبقرية المذهلة
لم تُنْسِك شُكْر الله وحمده لأنه هداك إلى هذه الفكرة الرائعة .
سبحانه ربنا لا إله إلا هو .
والآن :
أيَّها السعيد أبا أيوب .... ما الذي ستفعله ؟
كيف ستكرم هذا الضيف الحبيب عليه الصلاة والسلام ؟
كيف ستتعامل مع الرسول عليه الصلاة والسلام ؟
كيف ستريح المصطفى عليه الصلاة والسلام ؟
أبا ايوب :
في قرارة نفسك تعلم بأنك مهما فعلت لن تعطيه عليه الصلاة والسلام حقه .
ليس لأنك تعلم الغيب ... حاشا لله .... ولكن لأن الضيف ضيف غير عادي .
ومع ذلك :
تعلم أيُّها السعيد أبا أيوب بأن ضيفك عليه الصلاة يقبل بأقل القليل .
يقبل بأقل القليل لأنه:
نبي الرحمة ومنقذ البشرية بأمر الله ولأنه رجل متواضع بسيط .
والآن .... الآن أبا أيوب نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام في بيتك .
أين سيتواجد الحبيب في بيتك ؟
بالطبع ستختار له الأفضل .... هذا مما لا شك فيه ولكنك سترضى بما يختاره لنفسه عليه الصلاة والسلام .
نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام نزل في السُّفْل في بيت أبو أيوب أي :
اختار لنفسه عليه الصلاة والسلام الدور السفلي وليس العلوي .
ولا تظنوا بأنه بيت فخم بل هو بيت متواضع جداً لأن الصحابة رضوان الله عليهم هؤلاء الذين اصطافهم الله لنصرة رسوله عليه الصلاة والسلام كان همهم الآخرة ولم تكن الدنيا من إهتماماتهم .
ولكن :
ما هو حال أبو أيوب وهو يعلو رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!
لا تسألوا عن حاله الأمر صعبٌ عليه ... شاقٌ عليه ...
متعبٌ .... مؤلمٌ ...له... كيف يعلو النبي الهادي عليه الصلاة والسلام .
ينام وزجه أم أيوب في جوانب الجزء العلوي من البيت ، ولم يناموا في وسط الجزء العلوي من البيت ....
كيف يفعلان ذلك والحبيب عليه الصلاة والسلام تحتهما ؟!
ذهب أبو أيوب للرسول صلى الله عليه وسلم وقال :
(( بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، إني أكره وأُعْظِمُ أن أكون فوقك وتكون تحتي فاظْهَرْ أنت فكن في العلو وننزل نحن ونكون في السُّفْل ))
فقال عليه الصلاة والسلام :
(( يا أبا أيوب إنَّ أرفق بنا وبمن يغشانا أن أكون في سُفْل البيت ))
وذات ليلة
... حدث أمرٌ جلل .. أمرٌ خطيرٌ كبير بالنسبة لهذه الأسرة المؤمنة
انكسرت حُبٌّ فيه ماء في الجزء العلوي من البيت وانتشر هذا الماء....
فقام أبو أيوب .. تساعده أم أيوب بمسح هذه الماء وتنشيفه .
ولكن بماذا نشّفا الماء حتى لا يصل للرسول عليه الصلام ؟!
نشفاه بقطيفة لهما ، والقطيفة هي : دثار أو كساء أو لحاف .
هذه القطيفة لم يكن لهما غطاء غيرها يتقيان به البرد .... ومع ذلك ....
كل شيء يهون من أجل راحة الحبيب عليه الصلاة والسلام
المهم أن لا يتأذى الشفيع عليه الصلاة والسلام .
وفي صحيح مسلم
عندما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون في سُفْل البيت ..
قال له أبو أيوب:
(( لا أعلو سقيفة أنت تحتها ))
أما عن الطعام :
فكان أبو ايوب وأم أيوب يصنعان الطعام لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويرسلانه للرسول عليه الصلاة والسلام وبعد أن ينتهي الرسول عليه الصلاة والسلام كان أبا أيوب وأم أيوب يتتبعان مكان أصابع الرسول عليه الصلاة والسلام
ويأكلان في المكان لذي وضع أصابعه عليه الصلاة والسلام فيه يبتغون بذلك البركة .
وذات ليلة فزع أبا أيوب
الرسول عليه الصلاة والسلام أعاد الطعام الذي أعداه له ولم يأكل منه شيئاً
عندها صعد أبا أيوب للرسول عليه الصلاة والسلام عن ذلك وسأله :
أحرام ؟
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( لا ولكني أكرهه ))
ولكن لماذا كرهه الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
كرهه لأن به ثوم والرسول صلى الله عليه وسلم يناجي الملك سبحانه وتعالى .
مكث الرسول صلى الله عليه وسلم قرابة سبعة أشهر في بيت أبي أيوب
بعد ذلك انتقل ليسكن في الحجرات التي أقيمت له وأزواجه عليه الصلاة والسلام
وهذه الحجرات بجانب المسجد النبوي الذي تم بناءه في الأرض التي بركت فيها ناقته عليه الصلاة والسلام .
سبعة أشهر :
وأبا أيوب أسعد إنسان في هذه الدنيا
ويحق له ذلك .
من كان الرسول صلى الله عليه وسلم ضيفه يحق له أن يكون أسعد إنسان في الدنيا .
ولكن :
هل ترك الصحابة رضي الله عنهم أبا أيوب ينعم بهذا الفضل وحده أم شاركوه في خدمة المصطفى عليه الصلاة والسلام ؟!
تلك حكاية أخرى قد نتطرق لها في قادم الأيام
إن شاء الله .
بقلمي المتواضع
انتهي في :
13 يونيو 2014 مــــــ
محبكم :
ع ـــبدالعزيز